23 ديسمبر، 2024 7:31 م

هل نعيش أزمة رجال الدولة ؟

هل نعيش أزمة رجال الدولة ؟

يبدو أن محنة القادة والأحرار باختلاف عناوينهم وانتماءاتهم تكمن بأدواتهم التي يعملون بها ,وأدواتهم هم رجالات الثوابت والموقف والمحن ,لا أشباه الرجال المتملقون الذين ينعقون مع كل ناعقة ,قيمة المبدأ لديهم تتجلى بقدر قياس نمرة الحذاء الذي يرتدونه كأن يكون قياس 41- 42- 43ووووو,يستبدلون مبدئهم وفكرهم مع حسب طبيعة المشكلة والحدث تحت عناوين ومسميات عديدة لتبرير الفعل ,وقول سيد البلغاء الامام علي (ع) :{ اعرف الحق تعرف أهله؛ فإن الحق لا يعرف بالرجال، إنما الرجال هم الذين يعرفون بالحق}العديد لا يفرق بين معنى الدولة والحكومة وكل منهما لها رجالاتها ,فمفهوم الدولة أكثر اتساعا من الحكومة.حيث أن الدولة كيان شامل يتضمن جميع مؤسسات المجال العام وكل أعضاء المجتمع بوصفهم مواطنين، وهو ما يعني أن الحكومة ليست إلا جزءا من الدولة,أي أن الحكومة هي الوسيلة أو الآلية التي تؤدي من خلالها الدولة سلطتها وهي بمثابة عقل الدولة,إلا أن الدولة كيان أكثر ديمومة مقارنة بالحكومة المؤقتة بطبيعتها,حيث يفترض أن تتعاقب الحكومات، وقد يتعرض نظام الحكم للتغيير أو التعديل، مع استمرار النظام الأوسع والأكثر استقراراً ودواماً الذي تمثله الدولة,كما أن السلطة التي تمارسها الدولة هي سلطة مجردة “غير مشخصنة “,صعود بعض من هو غير مؤهل وتوليه مقاليد الحكم والسلطة في مؤسسات الحكومة الديمقراطية الجديدة ,وتخبطه يميناً وشمالاً لعدم معرفته بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ,ولجهله بكيفية أدارة المنصب الموكل أليه أنتج سلسلة من مآسي والآلام على الشعب الذي طال انتظاره لعقود طويلة قضاها تحت سلطة التعسف والاضطهاد الفكري والجسدي ,وهو يأمل بمن ستسند له أدارة مؤسسات الدولة بالرضا والنجاح ,فكانت المخرجات بعكس ما تشتهيه السفن,فوضى سياسية وأمنية وإدارية وخدمية وفساد مالي وأداري تحول لثقافة ينتهجها شريحة واسعة من المجتمع والمتحمل الأخطاء والأعباء هو الشعب ,حال العراق أيقنت تماماً بأنه لن ولم يتغير وهذه النتيجة هي بمثابة سكين أقطع بها أحشائي بنفسي ,طالما هنالك أزمة نعيشها بسبب قلة أوعدم وجود رجالات ينظرون بأفق وبرؤية عميقة لبناء دولة تستطيع الصمود أمام التحديات ,وما لمسناه هو نسبة كبيرة من رجال الحكومة الموجودين ليس لديهم أي رغبة بتطوير البلد همهم الأول والأخير هو كيف يجنون الأموال ويشترون مالذة وطاب أصحاب

رؤى لا تتعدى يومهم ؟ القضية عندهم أنا ومن بعدي الطوفان ,فكان الإرهاب وموته المنتشر بلافتاته السوداء تتلاعب بأرواحنا هي المحصلة لمن جاء بغير موقعه ليملئ شهواته ويتركنا عند أول عاصفة تعصف بنا, في حين أقصي وأبعد من هو مؤمن بالتغيير ومن لديه القدرة على العطاء والعمل المثابرة ,تركوهم على مركونين على رف المنضدة وتراب الزمن الغابر غيم عليهم وخيوط العنكبوت نسجت بيتها على مستقبلهم,حتى تكون لدى الرأي العام العالمي وبصريح العبارة أن الشيعة غير قادرين على إدارة ملف الدولة الجديدة التي جاءتهم على طبق من ذهب ,الخلل ليس في الشيعة وإنما بسبب من يساومون على مبادئهم فهم ليس لديهم أي نضج ووعي سياسي للمنصب الذي دفع بعضهم ماء وجهه للحصول عليه ,والأخر أموال طائلة وهنالك من جاء بتاريخه المشرف وعلمه يثبت جدارته وهذا لا ينكر أبدا انصافاً لحقه ,لقد مرة الشيعة بأقصى فترات الظلم لم يستطع الظالم والجلاد أن يغير من تراثها وحافظت على ثوابتها ورمزيتها ,والتاريخ شاهد ويحكي معاناتهم وصبرهم مع عتاة كثر باتت كل محاولاتهم بالفشل,وبقيت رغم من أراد تزييف الحقائق كل ذلك بفضل رجالاتها ,كما أن التأثيرات الخارجية من تدخل دول الجوار الإقليمي بأشكال متعددة والتي لها وجهات نظر لا ترحم بعملية سقوط النظام زادت من حجم المعاناة والفوضى وهي تلك الماكنة الإعلامية المؤثرة في صناعة الرأي لم يكن همها وشغلها الشاغل سوى تقديم صورة مشوهة ملؤها الحقد بعملية تضليل أعلامي بأن العاملين في مؤسسات الدولة هم ليسوا أكفاء للحفاظ على مقدراتكم وهذه رسالة مبطنة تحاكي العقول بأن السلطة السابقة دكتاتورية الصنم هي الأجدر لكم أيها العراقيين وهذا بيت القصيد الذي يريدون أن يوصلوا الناس اليه ,نحن بحاجة لإعادة هيكلة بناء منظومة الدولة ورجالاتها وتشخيص أخطائنا والاعتراف بها سيساعدنا على تجاوز الأزمات ,وأحداث ثورة جديدة تشبه سونامي الحشد الشعبي الذي أوقف مد الإرهاب الذي عجز التحالف الدولي من صده على الأرض ,وأخراج من ثبت عدم مقدرته وكفاءته في منصبه واستبداله بدماء جديدة,نحتاج لفرص تعطى لمن يجد بنفسه العطاء والتضحية خدمة لوطنه وتحقيقاً للنجاح لذاته وهو حق مشروع ودعمهم لغرض خلق جيل جديد يعتمد عليه في المستقبل ,نحتاج للارتقاء بوعي المواطن ومكاشفته على مجريات الأمور وجعله عامل رئيسي للمشاركة في صنع القرار ,لغرض مطالبته للوقوف أيام المحن عندما تتعرض الدولة برمتها لخطر يهدد أمنها واستقرارها ,والسلم الأهلي وحياة المواطنين للأذى والمكروه

,هذه المطالبات تأتي عندما تتحقق المعادلة بالانتماء لبلده ,وقيمة الوطن هو الذي يطعم شعبه من الجوع ويؤمنهم من الخوف.