“التغيير” شعار وجد مساحته في الوضع السياسي العربي، وأصبحت حدوته للمحللين، يتداول بين أوراق الصحافة، وشاشات التلفاز . الإنسان بعادته يطمح إلى التغيير، وتجديد الحيوية، والانتقال إلى أسلوب، مختلف في الحياة. تارة للبحث عن المادة، وتارة عن الاستقرار.
قد تحدث تغييرات جذرية سلبية أو إيجابية، نظرا لاختلاف الطريقة والتفكير، كثيرا ما حدث التغيير، نقلة في المجتمعات، وانتقل بها من حال إلى حال. واهم ما يراعى في التغيير، هو التجديد، حيث الأخير قرينة، لا يمكن إهمالها لتحقيق الأول.
ما نبحث عنه في حياتنا السياسية، هو التغيير الكلي والمفصلي، وليس الجزئي. لسبب بسيط ان كان لديك حائط قد نخر الماء أساسه. هل نعالج النخر أم الحجارة؟ وبما إن الوضع السياسي في العراق، يعاني من نخر، قد دك أسس الدولة المريضة إن صح التعبير. وسار في جسد، ومفاصل المرافق الحيوية من الحكومة , على أوجه عدة منها الفساد والإرهاب والمحسوبية.
الآن نحن نقف على تل بعيد وننادي في التغيير , الشخص لا يغير امة، وهذا ما تراه نظريات العقد الاجتماعية , فكيف نحن نرى ان تغيير رأس الدولة، يغير مسار عملية سياسية قائمة بذاتها؟ تغيرنا اليوم لا يشمل الرؤوس فقط. بل مفاصل كاملة , تبدأ من الموظف ذو الدرجة العاشرة الى أصحاب الدرجات الخاصة .
عندما يكون الجسد خالِ من العلة، فمن الطبيعي لا يتقبل الرأس المريض. حيث يتداعى له بالسهر والحمى.! لا تأبه إلى رجل الدعاية والتسلط , لا تنظر إلى من يكون دمية، يطيل الوقوف في مسرح التصريحات، ونجعله علة التغيير.
التغيير يبدأ من النفس وفق القواعد الفلسفية والدينية، أما التغيير السياسي يبدأ بمفاصل الدولة ثم الهرم , تقريب الكفاءات و التكامل النوعي في الاختيار يؤدي إلى نموذج صالح للقيادة .
—————-
عار عليكم إذا فعلتم عظيم
أ.د صباح عبرو
بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية في العراق وإتضاح هول التزوير فيها إنبرت الغالبيه العظمى من السياسيين والفائزين في الانتخابات ورؤساء الاحزاب والتيارات والتكتلات بالمنادات وبصوت مرتفع ولغة لالبس فيها بأن التغيير هو الطريق الوحيد لانقاذ ماتبقى من العراق. وزادوا على ذلك بلاءاتهم الثلاث….لا للولاية الثالثه….لا لحكومة الاغلبيه السياسيه…. لا للحكومة غير الشامله.
لقد ولدت هذه التصريحات الاعلاميه المتعدده والمتكرره والتصريحات المشتركه بصيص أمل بأن اللاعبين السياسيين قد سئموا مثلهم من الفشل المتواصل للحكومة العراقيه والتقهقر المتسارع لبقايا الدولة العراقيه وهكذا نجدنا نحن العراقيين نتابع يوما بيوم وساعة بساعه ما سننمخض عنه التفاهمات والحوارات والمفاوضات الى آخره من المصطلحات.
أيها السادة السياسيون المتضررون من التزوير والمعارضين له والعازمين على مجابهته على إختلاف إتجاهاتكم يجب عليكم أن تغتنموا حالة التوافق التى بدأت فيما بينكم لتنتقلوا من مرحلة الهواة في العملية السياسيه الى مرحلة المبدأية والمواقف… من المصلحة الشخصية أم المناطقية أم الطائفية الى المصلحة الوطنيه …من المحاصصة وتقسيم الغنائم الى المشاركه الوطنيه… من الاقصاء والتهميش والتكفير والشيطنة والاتهامات الباطله الى المصالحة وقبول بعضكم الاخر… من التخوين الى إحترام الرأى الاخر.
نعم أيها السيدات والساده رب ضارة نافعه فالتزوير والتشبت بالسلطة الفاشلة والمفرقه للصفوف قد أوجد لكم فرصة قد لا تتكرر وهي إصطفافكم الوطني إستنادا الى تصريحاتكم ومواقفكم الاعلامية المعلنه وتركيزكم على الثوابت.
تذكروا يامن تمارسون العمل السياسي بأنكم تستطيعون على الرغم من كل مايشوب العملية السياسية من أمراض… تذكروا إنكم قادرون على وقف الانحدار نحو الهاوية السحيقه وذلك من خلال:
1. إلتزامكم بمواقفكم المعلنه حول اللاءات.
2. إتفاقكم على برنامج عمل وطني يهدف الى إنقاذ العراق شعبا ودولة من المحاصصه والاقتتال والتشرذم.
3. توصيفكم للمسوؤليات المناطه بالوظائف التشريعية والقضائية والتنفيذية العليا بحيث يشكل هذا التوصيف دليل عمل للمسؤول المكلف يقاس عليه النجاح أو الفشل في المهمه المناطه به.
4. إختياركم العراقيين الاصلاء الكفوئين والمخلصين والمقبولين عراقيا واللذين يحضون بإحترام من محيط العراق العربي ولهم إمكانية وكارزمية تمثيل العراق دوليا بغض النظر عن إنتمائهم الخاص طالما إنهم ينتمون الى العراق.
5. قيامكم بمراجهة مخلصة جدية صميمية للتشريعات والقوانين والقرارات التي تفرق ولا توحد… تشنج ولاتطبع العلاقات بين أبناء الشعب العراقي…تجتث الكفوئين والمهنين والمخلصين ولا تقاصص الملطخة أيديهم بدماء العراقيين أو سراق أمواله وخيراته.
أيها السياسيين إنها فرصة نادرة لكم ولشعبكم أن تتخذوا قرارات عراقية صافية واعده وإعلموا أن أنظار العراقيين ومسامعهم متمركزة حولكم تراقبكم فإياكم أن تنحرفوا من اقوالكم وتصريحاتكم…إياكم أن تغريكم السلطة والاغتناء على دماء شعبكم ان ذلك عار عليكم إذا فعلتم عظيم ولن يسامحكم الشعب والتاريخ وفوق ذلك كله ستنالون غضب الله عليكم.