على مدى عقد من الزمن لم تكن في العراق دولة , وحتى وان وجدت فهي بشكل صوري لا حقيقي , كانت دولة محاصصة لك حصة ولي حصة في المناصب والمكاسب والثروة , تستر علي واتستر عليك , نتقاسم الكعكة بيننا , دولة حكامها من مزدوجي الجنسية ليس لهم ولاء للعراق كانهم ضيوف عليه لا تربطهم به الا سرقة امواله وهدر طاقاته , دولة لم تحمي المواطن من الارهاب ولم تقدم له العيش الرغيد ولم توفر له الخدمات بل كانت تحمي الارهابي وتودعه في سجون بمثابة فنادق خمس نجوم , دولة اطلقت بعض الارهابين من العرب بصفقات سياسية او مالية او بغض النظر عنهم حتى تفتح لهم السجون ويهربوا بل هناك من يهربهم من السياسين , دولة رئيسها لا يصادق على احكام اعدام الارهابين رغم ان القضاء العراقي حكمهم واكتسبت احكامهم الدرجة القطعية … دولة عنوانها دولة دين وفي الحقيقة تصنف من دول الشياطين , دولة ثلث اراضيها محتلة من داعش , ونحر الالاف من ابناءها في قاعدة سبياكر بدافع طائفي بغيض , دولة مدنها المقدسة تكتنفها النفايات فكيف يكون حال هذه المدن في تقديم الخدمات ؟ … دولة , الاحزاب والمتنفذون سيطروا على عقاراتها بعنوان مجهولية المالك , دولة لا تستطيع ان تسائل مسؤولين فيها متهمين بالفساد لان احزابهم وكتلهم لا تسمح بذلك …نعم انها الدولة الفاسدة والفاشلة …بعد هذا العرض كله هل تستطيع التظاهرات الشعبية ومعركة الاصلاح المصيرية التي اطلقتها المرجعية ان يكون في العراق دولة فاعلة وعادلة ؟!….
نعم يمكن ذلك وهذا الخيار اليوم اصبح في رقبة السيد العبادي الذي فوضه الشعب العراقي والمرجعية في وقت واحد دون غيره لقيادة معركة الاصلاح المصيرية ….لذا عليه ان يكون مستقلا سياسيا لا يركن الى مستنقع التحالافات والمحاصصات , ونناشده ابدء باصلاح القضاء واحالة الفاسدين وابتدء بالرجال الدين المعممين الذين هم من شخصتهم المظاهرات وقالت عنهم باسم الدين بكونه الحرامية , انتصر للدين وارفع الشبه عنه وليكن الشعار البديل باسم الدين سنجتث الفساد ونحاسب الفاسدين , عليك ان تحيل الى القضاء كل من اتهم بالفساد لا تنظر الى حزبه وكتلته , ابتدء من الوزارات لتنتهي بالمديرات , فالفساد يعيش في خمس منها اغلب المتظاهرين رفعوا شعارات ضدها … اليوم الفرصة مواتية ان تغير طاقم كل الوزراء الحالين , فاستعين باصحاب الاختصاص من التكنوقراط , مجلس النواب ومجالس المحافظات يجب ان يضع حد لمصروفاتها وتقيم اداء عملها فبعضهم اصبح عصا في عجلة التغير الجديد بدليل ما حصل بعدم سحب الثقة من وزير الكهرباء من قبل مجلس النواب … علينا ان لا نستغرب هذا الامر لاننا ندرك ان من هؤلاء من يتعاون مع الارهاب ويدعمه سياسيا واعلاميا وهناك منهم من هو متهم بملفات الفساد فكيف يرجى من هؤلاء ان يقفوا مع طموحات الجماهير ؟ …هؤلاء لا يجب السكوت عنهم بعد ان غضب الشارع العراقي عليهم وفضحهم ولا نتوقع ان يسامحهم ويصفح عنهم , فالامر لك بشانهم بعد ان فوضتك المرجعية بقولتها المشهورة اضرب بيد من حديد …اخيرا نشد على يديك بفتح ملف بيع عقارات الدولة للمسؤولين في الفترة السابقة ولكن نطالب بنشر اسماءهم واسماء من تواطا معهم من الموظفين وان يكون هذا الملف بيد القضاء لابيد لجان قد يكون احد اعضاءها متورط بمثل هذا النوع من الفساد …في النهاية لا زال الامل يحدونا بتحقيق دولة فاعلة وعادلة تقوم على اساس المواطنة التي يشعر بها ل عراقي ان حقه مكفول دون تميز ووساطة احد من السياسين ؟ وبذلك سيؤدي هذا المواطن واجب الوطن عليه بالدفاع عنه والتضحية في سبيله وحماية امواله عند ذلك الوقت يصح ان نقول اننا في دولة فاعله وعادله … فاعلة لان المذنب يخشاها و يحترم قوانينها , وعادلة لان كل صاحب حق ياخذ حقه دون وساطة او محاباة او تميز .