16 أبريل، 2024 4:07 م
Search
Close this search box.

هل نستسلم لحكم الجماهير !؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان تدمير الحضارات العتيقة قد مثَّل حتى هذه اللحظة الدور الأكبر الذي تلعبه الجماهير . والتاريخ يعلمنا أنه عندما تفقد القوة الأخلاقية التي تشكل هيكل المجتمع زمام المبادرة من يدها . فإن الإنحلال النهائي يتم عادة على يد هذه الكثرة اللاواعية والعنيفة التي تدعى . حق بالبرابرة . وقد كانت الحضارات قد بنيت ووجهت حتى الآن من قبل ارستقراطية مثقفة قليلة العدد . ولم تبنَ ابداً من قبل الجماهير . فهذه الاخيرة لاتسخدك قوتها إلا في الهدم والتدمير . كما أن هيمنتها تمثل دائماً مرحلة من مراحل الفوضى . فالحضارة أية حضارة .. تتطلب قواعد ثابتة . ونظاماً محدداً . والمرور من مرحلة الفطرة الى مرحلة العقل . والقدرة على استشراف المستقبل . ومستوى عالياً من الثقافة . وكل هذا العوامل غير متوافرة لدى الجماهير المتروكة لذاتها . فالجماهير بواسطة قوتها التدميرية فقط تمارس فعلها كالجراثيم التي تساعد على الإنحلال الاجسام الضعيفة أو الجثث . وعندما تنخر أسس الحضارة . فإن الجماهير تجيء لكي تفوضها . وفي تلك اللحظة بالذات يتجلى دورها . وعنئذٍ تصبح القوة العمياء للكثرة هي الفلسفة الوحيدة للتاريخ .
فهل سيحصل ذلك لحضارتنا ؟؟ أننا نجهل النتيجة لحد الآن . ونخشاها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب