18 ديسمبر، 2024 7:02 م
حين ننادي بالدولة فيجب ان نحسب حساباتها ، نعم كلنا يشكو ضعف جوانب فيها وحين لا يعجب احدنا  الحال يصيح  نريد دولة ،
نريد دولة حديثة قادرة ومتطورة ، لما لا نتكلم بصوت عال ونبحث عن تأسيسات هذه الدولة.
نريد دولة ونحن في حالة حرب مع الارهاب ،وارادات اخرى تريده ان يستمر ليكون تهديدا لوجودنا ، وينبغي هنا  التعايش مع هذا الوضع ، لاننا نرغب بأن نتقدم  ونتطور ، ولأجل ان لا نستغرق في التأملات لنتسأل من اين نبدأ ؟؟
 الارجح ان نبدأ من  الثروة طبعا ، فلدينا النفط ،و لدينا من يسرقه  ،وايضا هناك صناع الازمات  ومن يستثمرون فيها ،وقوى عظمى تتحكم بعائدات هذه الثروة ،وهي تمنع توزيعها بشكل متوازن يحقق اي نوع من العدالة ،
لما لا نفكر ببسط الامن اولا وننهي التحاصص ،ونوقف العبث وننطلق!!
ماذا عن المكونات الا تحتاج لقوانين تحمي حقوقها الاساسية !!
هل نحتاج لقوانين ودستور جديد  ،لا يعطل هذه الدولة ولا يوقف عجلة الانتاج والتعايش فيها !!
 معادلات صعبة وبعض من تلك المظاهر المعطلة يجب ان تنتهي ،لكن من ينهيها بعيدا عن ثورات السحل التي جربناها ولم تنتج شيء ،غير انظمة دكتاتورية، قاتلة ،ومجاميع اجرامية ومجالس قيادات ثورة ،بالتجربة  هي مجاميع حملت صفة العمالة لاجهزة مخابرات دولية ،و ينبغي ان لا ننخدع مجددا  بشعارات الوطنية والبطولات لأن القاتل لم يكن بطلا ولا وطنيا .
لما لا نفكر بفتح ملفات كالزراعة والصناعة والتجارة والسياحة لتنويع مصادر الثروة والدخل ، سيما اننا في بلد الرافدين العظيمين ولدينا ما لا يمتلكه غيرنا ، ،فمنذ الاف السنين والعراقي يزرع ويصنع ويذهب بعيدا ليتبادل البضائع ،والامر نفسه يحدث في كل مرة نحاول فتشيع الرتابة ويغلب رد الفعل على الفعل  ، رغم ان التقنيات ووسائل الزراعة والصناعة اختلفت وتطورت ،لكن وسائل نجاحها  باتت اكثر تنوعا وجودة  ،اذن اين المشكلة ولما تحبو مؤسساتنا ووزارتنا ؟؟!
لا سر في الامر ،فنحن شعب يمكن وصفه بالكسل تجاه الكثير من قضاياه !!
ثورة  الاسئلة مستمرة  واختصارها  يقول : اذا كنا نريد دولة تنهض بالاوضاع فما نصنع ؟؟!
لن يتغير الحال الا اذا اصلحنا التعليم ونظام الرعاية الصحية وتوفرت الارادة للتغيير ،وغيرنا نمط التفكير وعملنا بجد ايضا، واذا اردنا معرفة كيف يتطور كل ذلك ،فقطعا نحتاج لوضع  سياسة أفضل واكثر متانة .
 يبدو الامر اكثر صعوبة مما نفترض ،فهو  محير و كما يبدو اننا  ندور بحلقة مفرغة !!
اجابة جامعة وشاملة تقول ، ان اسلم  الطرق لاحداث التغيير تفترض الذهاب بنا بأتجاه  السياسة واعتماد نظام سياسي فعال وسياسيين اكفاء ،فمن الاستحالة  أن نصلح الامن ،و نسخر الثروات لخدمة الانسان عندنا ، والامر ينطبق على اصلاح الزراعة والصناعة والخدمات ، ،وايضا بناء جيل متعلم قادر على العطاء والانتاج و أمن غذائي ورفاهية بنظام صحي و تعليم جيد ، كل ذلك لن يحدث الا بوجود سياسي مسؤول يفهم هذه الدورة  ويعمل على تحقيقها ..
ومع وجود ذلك النظام  فما نبتغيه  لن يتحقق بجلسة أو بقرار‏ ، ولن يتمكن أي سياسي فعل ذلك، ما لم تتسالم المكونات ويركن من يمثلها لارادة الشعب ، فيقتنع الجميع بالعيش جنبا الى جنب .
نعم هذا لن يحدث  دون الحصول على طبقة سياسية مخلصة مع  وقت كاف ونخبة ساندة تقود الرأي العام ، وتوحد الناس خلف هذا التغيير الذي يحتاج لدعم شعبي  يتطلبه انجاز المهمة.
اجمالا حالة الانفعال والاحاديث المنفلتة ،التي تمثل امنيات فارغة ومقارنات غير واقعية لواقعنا وما ينبغي ان يكون عليه لن تجدي نفعا والولولة و موال الويل والثبور لن يحل المشكلات ، فالشعوب المنتجة بطبيعتها تحدد اهدافها وتفرض رؤيتها وتقرنها بالعمل، لا بالاحاديث فهل نمتلك الارادة والعزيمة والرؤية ؟؟!
بعد كل ما تقدم  يتكرر ذات  السؤال، هل حقا نريد الدولة ام ماذا  ؟؟