بعد ان ساء الوضع في العراق الى حال لايمكن ان يطاق .. تنازل الصقور عن راس السلطة مكرهين ، وجيئ بالمنقذ الصديق للوجوه التي عاثت بمقدرات البلاد والعباد فسادا ، وكل يأمل ان يبقى في مأمن من كشف ملفات الفساد وان يبقى ذيول الصقور المتحكمة في مفاصل الوزارات على حالهم ، حيث يعلم السيد عبد المهدي ان نظام تحاصص الوزارات في الحكومات السابقة ، جعل كل وزارة من الخفير الى الوزير ملكا صرفا للكتلة التي حصلت عليها ، وهذا الوضع لو بقي تجعل من الوزير المستقل في ورطة .. فعمل الوزير ليس فرديا وانما يدير الوزارة من خلال فريق عمل من منتسبي وزارته .. كالوكلاء والمدراء العامون ومدراء الاقسام وهم على الاغلب من الاميين ، واذا كان هذا واقع الحال فهل يستطيع الوزير ان يغير وياتي بفريق عمل مهني يعينه في تطبيق برنامجه ؟ اعتقد ان هذا مستحيلا في ما سمعناه عن شراء هذه المناصب ، وكيف ان هؤلاء هم من يمول – بصفقاتهم المشبوهة – اللجان الاقتصادية لمن وضعهم بدون استحقاق في هذه المناصب !
اذا كان الله في عون السيد عادل عبد المهدي المطالب مرجعيا وشعبيا بتغيير الاحوال السيئة وتوفير الخدمات واصلاح الخراب الشامل في كل المجالات .. من توفير الماء الصالح للملايين في البصرة ، وتوفير الخدمات الطبية في المستشفيات المتهالكة ، واصلاح التعليم وتوفير فرص العمل لالاف الخريجين العاطلين ، اضافة للبنى التحتية المتهالكة وتوفير السكن اللائق للملايين من سكنة العشوائيات ، واصلاح الواقع الزراعي والصناعي الذي بات في حكم الميت !
وهل يستطيع رئيس الحكومة تغيير عرف المحاصصة في الهيئات المستقلة وفي وزارة الخارجية التي اصبحت حكرا على ارحام وحبايب من هم في اعلى هرم السلطة ؟
وهل يستطيع ان يفرض رايه في اختيار حكومات المحافظات التي هي اسوء حالا من الوزارات ، واخيرا هل يستطيع ان يوقف التهريب من الاقليم ومن البصرة وفرض هيبة الدولة على المنافذ الحدودية والمطارات ، وقضية مطار النجف باقية في اذهاننا ؟
كان الله في عون العراقيين !