ربما يتراءى للكثيرين ان المرأة محترمة في مجتمعاتنا ..فهناك من يقول انها فاعلة في المجتمع .. وهناك من ينهض من مكانه ليجلسها فيه .. وهناك من يجعلها تمرق من امامه لو تزاحما على شئ … وهناك من يحبها ويعجب بها و و و و . هذا كله امر واضح وصحيح ……. وكل هذه الامور التي نعدها في مجتمعتنا احتراما هي ايضا متبعة في المجتمعات المتحضرة التي تقدر وتحترم المراة فعلا ..
ولكن ربما تلاحظون في اغلب المجتمعات العربية ان لم تكن كلها ان المراة عبارة عن جسد جميل يجذب الشباب للتحرش بها ليمارس الشباب اكبر عملية في احتقار المراة وعدم احترامها وتقديسها ..بل هناك من يعد هذه الظاهرة ظاهرة عادية جدا لكثرة ما تمارس من قبل بعض الشباب تجاه المراة صغيرة كانت ام كبيرة . ولكن في حقيقة الامر انا اعزو هذه الظاهرة التي تعد اقسى ما يمارس تجاه المراة في الشوارع والاماكن العامة الى الكبت الجنسي لدى الشباب …والى لجوء الكثير من الدول الى فصل الاناث عن الذكور في المدارس والجامعات الحالة التي تجعل الشباب يبحث عن ماهية هذا العمل الذي تقوم به الدولة لتجعله ينجذب نحوهن ويريد ان يعرف السر في ذلك هل لانهما عنصران احدهما موجب والاخر سالب لينجذبا نحو بعضهما ؟؟ وهذا امر طبيعي اراده الله ليحصل الحب فالزواج فتكثر المجتمعات وتتوسع .
الامر الاخر هو ان اغلب الشيوخ ورجال الدين يحثون الرجال على مراقبة ابنائهم واخواتهم ومنعهن من الخروج من المنازل او الاختلاط مع الرجال في التجمعات المشتركة . و منعهن من اكمال دراستهن والاكتفاء بالحصول على شهادة الابتدائية او ان معرفتها القراءة والكتابة يكفيها وان مكانها البيت ويجب تزويجها وهي صغيرة لكي يتقوا شرها .. هذا الكائن المكمل للبشرية الذي لولاه ما كانت البشرية هكذا يتحدث عنه بعض ما يسمون انفسهم برجال الدين او الشيوخ . ويرددون دائما عبارات مثل
اسجنوهن .. واحرموهن ..وامنعوهن ..وارجموهن .. واحرقوهن.. . وكأن الرجل هو سلطان الحياة .. ومع الاسف انهم يستشهدون ببعض ما جاء في الكتب وعلى لسان علماء ورجال دين وشيوخ سابقين وحاضرين في احاديثهم عن المراة ..
ولكن كل ذلك ممكن ان يحصل لو اخطأت المرأة . لكنني انا اتساءل من يحاسب الرجل اذا اخطأ ؟؟ الجواب لا احد . اذن اين احترام المرأة ؟؟ واين احترام رأيها وشهادتها لا تقبل امام قاض او حاكم الا بأثنتين ؟؟ وهذا يعني انه حتى القانون الوضعي لا يحترم المراة .. وانا لا الومهم لانك لو سألتهم لماذا ؟؟ لاجابوك بأن الله قال للذكر مثل حظ الانثيين . والرجال قوامون على النساء …و وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع او ما ملكت ايمانكم .. يعني ان الرجل له الحق بأن لا يكتفي بالرباع بل ايضا ما ملكت ايمانه .
ومن الغريب ربما تسمع ان من بين المتزوجين بالرباع او ما ملكت ايمانهم ينادون بحرية المراة ومنحها حقوقها الكاملة وهو يوميا يبحث عن اخرى ولربما يتمنى في قرارة نفسه لو ان الله جعل عدد الزوجات مفتوحا .. اين احترام المرأة من حبسها في المنزل عند بعض العوائل ومنعها حتى من النظر من ثقب الباب ؟؟ اين احترام المراة والرجل يصول ويجول بين النساء وفي ذات الوقت يمارس الضغط على زوجته بعدم فتح الباب او الخروج منه ؟؟
اين احترام المراة والقاضي لا يقبل شهادتها منفردة ؟؟ اين احترام المرأة وهي تخاف السير سفورا في بعض محافظات العراق كالبصرة مثلا التي كانت في يوم ما من اكثر محافظات العراق رقيا وتحضرا ؟؟؟ اين احترام المراة وبعض الرجال يشبهها بالكلبة وغيرهم يشببها بشئ كريه غير مرغوب فيه ؟؟ كاين احترام المرأة والاخر يمنعها من التعبير عن رأيها او وجهة نظرها في مسألة ما ؟؟؟؟ واين ؟ واين ؟ واين ؟ واين . والتساؤلات تطول .. وانا الان اسأل ابعد كل ذلك نقول نحن نحترم المرأة ؟؟ اتقوا الله بنسائكم ايها الرجال .. اتقوا الله بأخواتكم ايها الاخوة .. اتقوا الله بامهاتكم ايها الابناء .. فأنهن الوعاء الذي يستقبل ماء الحياة ليحولنه الى بشر تستمر بهم الحياة