18 ديسمبر، 2024 11:05 م

هل نحن محمديون ؟

هل نحن محمديون ؟

مع كل أحتفال بمولد أو وفاة أحد المعصومين علينا الوقوف في محطتهم قليلاً والتزود من عبق سيرتهم للأستنارة من هذه المحطات بما يغني الفكر المعاصر ويضع حلولاً لمشاكل كثيرة نعاني منها وخاصة في الواقع الاجتماعي المتردي والآخذ بالانهيار والانحدار بشكل مريع وخاصة بعد الانفتاح على مصادر جديدة لخطوات الشيطان التي أغرت الكثير منا وخاصة ممن لم يكن يرتكز على أساس ديني رصين يحصنه من الانزلاق في متاهات الشهوات والرذيلة وتلبية مشتهيات النفس الامارة بالسوء ، فكان أمتحان رسب فيه الكثير الكثير منا ، وبمناسبة المولد النبوي الشريف علينا أن نطرح السؤال المهم هل نحن محمديون ؟ أي هل نحن بمستوى الانتماء الحقيقي لهذا المسمى ؟ أنا هنا لاأريد الدعاية لهذا العنوان والدعوة له فهذا ما رفضه النبي محمد نفسه فلم يسمي أتباعه محمديون وانما سماهم مسلمون رغم أن المتعارف أن اتباع كل شخص يسمون بأسمه ، لأن الرسول لم يكن يرغب أن يرتبط أتباعه بشخصه وإنما يرتبطوا بدين الله وبرسالته وقيمه السماوية التي كانت وظيفته إيصالها للبشرية جمعاء، لأنه يعلم أن الارتباط بالبشر يتطور الى تأليه الانسان وتعظيمه وقد نقع بما وقع به من سبقونا عندما ألهوا الملائكة وجعلوهم أوثاناً قالوا أنهم يقربوننا الى الله (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ) ولكن للجواب على السؤال بكوننا محمديون حقاً أي أننا نتبع دين محمد أم نتبع ديناً أخر علينا أولاً أن نعرف دين محمد (الاسلام) لنعرف مدى تطابق أفعالنا وأقوالنا وعقائدنا وسلوكنا مع هذا الدين ، ففي خصوص هذه المعرفة نحن مقصرون كثيراً فمقارنة بسيطة بين ما نعرفه عن حادثة عاشوراء مثلاً التي استمرت بضعة سويعات مع سيرة أعظم الانبياء وأعظم البشر على الاطلاق التي أستمرت 1512 ساعة ورغم أن الله أمرنا بتتبع هذه السيرة والتأسي بها في قوله تعالى(لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الا أننا نجهل الكثير من هذه الصفحات ولا تثير أهتمامنا بقدر يتناسب مع أهميتها وضرورتها فاذا قصرنا في المعرفة سنقصّر في التأسي والانقياد وبالتالي قد نسير في غير الطريق الذي اراده لنا رسول الله (ص) وجهلنا بالرسول قد يجعلنا نعادي صفحات من رسالته دون قصد منا فالناس أعداء ما جهلوا فهي دعوة للعلماء وللخطباء وللمنابر والكتاب والمثقفين والرساليين لعرض سيرة الرسول (ص) وتسليط الانوار الكاشفة على حياته التي لا نحفظ منها الا لحظات وفاته وما تبعها من أرهاصات السقيفة والخلافة فقط .