23 ديسمبر، 2024 11:32 ص

هل نحن في حالة حرب ؟

هل نحن في حالة حرب ؟

قد يكون السؤال ساذجاً جداً فالعالم كله فضائياته وصحفه ومواقعه وتحليلاته لا تمر دقيقة فيه الا ويتناول العراق وحربه ضد الارهاب وأجتياح داعش لثلث أرضه والتسليح والتحشيد وفصائل الحشد الشعبي والمتطوعون وحديث الشارع العراقي في كل مكان لا يتجاوز أمرين لا ثالث لهما ” فساد السادة المسؤولين والحرب ضد الدواعش وتفاصيلها (اذا أستثنينا البرشا والريال) ولكن ما دفعني لأسأل هذا السؤال هو ما أراه في المحافظات والمدن العراقية التي ليست على خط التماس مع جبهة الحرب ضد العدو الغاشم من تعامل الادارات المحلية والحكومات و مجالس المحافظات وكأننا في حالة سلام و لا توجد حرب ولا هم يحزنون، تابعت الكثير من الانشطة التي رغم أهميتها ولكن الأولوية اليوم هي لدعم الجهد العسكري و تسليط الاضواء عليه فالمقاتل الذي يحارب أخطر عدو عرفه التاريخ في قبح افعاله يحتاج الى العدة والعتاد والطعام والاموال ونحن نقيم مباراة رياضية هنا واحتفالية هناك و نلهو و نلعب ونأكل ونشرب وننام وفي الجبهات القريبة من لا يجد طلقة يدافع بها عن نفسه وعنا نحن ومن لم يستلم راتباً منذ أشهر وخلف في بيته عائلة تحتاج الى ان تملأ بطونها بالخبز أو جريح لا يجد من يعالجه أو شهيد خلف أيتاماً لا يجدون من يمر عليهم أو يذكرهم والحكومة تبذل ملايين الدولارات من أجل مباريات و بطولات ومدربين ولا عبين وممثلين وراقصين وأيفادات ونزهات قد تكون مهمة في أيام الرخاء ولكني اذكركم اننا في حالة حرب إن لم تكونوا تعلموا و في الحروب تعلن حالة الطواريء وتسخر الجهود والاموال كلها من اجل المعركة ، حتى المشاريع يجب أن تؤجل الا ما يمس حياة الانسان اليومية فالانتصار في المعركة يحتاج منا ان نكون كلنا مقاتلين في الجبهة مقاتلين من مواقعنا مهما تنوعت ولكن نبقى مقاتلين ، فلولا من يحارب في الجبهة لما كنا اليوم الا اسارى أو سبايا أو مقطوعي الرؤوس ومن يدعي انها دعوة لتوقف الاعمار فليرى حقيقة هذه الاموال وحقيقة المشاريع التي يتشارك بها الفساد و كشفت التجربة طوال السنوات الماضية أنها عبارة عن نوافذ لمليء جيوب الفاسدين لا أكثر ودمتم سالمين .