قد يكون السؤال ساذج جداً فالعالم كله فضائياته وصحفه و مواقعه و تحليلاته لا تمر دقيقة فيه الا ويتناول العراق و حربه ضد الارهاب و أجتياح داعش لثلث أرضه و التسليح و التحشيد و فصائل الحشد الشعبي و المتطوعين و حديث الشارع العراقي في كل مكان لا يتجاوز أمرين لا ثالث لهما ” فساد السادة المسؤولين و الحرب ضد الدواعشو تفاصيلها” (اذا أستثنينا البرشا و الريال) و لكن ما دفعني لأسأل هذا السؤال هو ما أراه في المحافظات و المدن العراقية التي ليست على خط التماس مع جبهة الحرب ضد العدو الغاشم من تعامل الادارات المحلية و الحكومات و مجالس المحافظات و كأننا في حالة سلام و لا توجد حرب و لا هم يحزنون ، تابعت الكثير من الانشطة التي رغم أهميتها و لكن الأولوية اليوم هي لدعم الجهد العسكري و تسليط الاضواء عليه فالمقاتل الذي يحارب أخطر عدو عرفه التاريخ في قبح افعاله يحتاج الى العدة و العتاد و الطعام و الاموال و نحن نقيم مباراة رياضية هنا و احتفالية هناك و نلهو و نلعب و نأكل و نشرب و ننام و في الجبهات القريبة من لا يجد طلقة يدافع بها عن نفسه و عنا نحن و من لم يستلم راتباً منذ أشهر و خلف في بيته عائلة تحتاج الى ان تملأ بطونها بالخبز أو جريح لا يجد من يعالجه أو شهيد خلف أيتام لا يجدون من يمر عليهم أو يذكرهم و الحكومة تبذل ملايين الدولارات من أجل مباريات و بطولات و مدربين و لا عبين و ممثلين و راقصين و أيفادات و نزهات قد تكون مهمة في أيام الرخاء و لكني اذكركم اننا في حالة حرب إن لم تكونوا تعلموا و في الحروب تعلن حالة الطواريء و تسخر الجهود و الاموال كلها من اجل المعركة ، حتى المشاريع يجب أن تؤجل الا ما يمس حياة الانسان اليومية فالانتصار في المعركة يحتاج منا ان نكون كلنا مقاتلين في الجبهة مقاتلين من مواقعنا مهما تنوعت و لكن نبقى مقاتلين ، فلولا من يحارب في الجبهة لما كنا اليوم الا اسارى أو سبايا أو مقطوعي الرؤوس و من يدعي انها دعوة لتوقف الاعمار فليرى حقيقة هذه الاموال و حقيقة المشاريع التي يتشارك بها الفساد و كشفت التجربة طوال السنوات الماضية أنها عبارة عن نوافذ لمليء جيوب الفاسدين لا أكثر , و دمتم سالمين .