18 ديسمبر، 2024 10:43 م

هل نحن عراقيون كما يجب ؟

هل نحن عراقيون كما يجب ؟

رؤية الوطن . والانتماء للوطن . وتبني فكرة الوطن . لايعتقد احد انها بالامر اليسير.. لايمكن ان يحسم هذا الامر في هتاف داخل قاعة حزبية ( عاش العراق او يعيش العراق ) .ان تكون عراقيا انتماءً , ومبدءً , وروحا , وفكرا ف تلك ثقافة ليس يسيرا ان نصل اليها .. ثَبُت لي إن العراق من 1920 الى 2014 عنوان منفصل عن العراقيين .. باستثناء بعض الفصول لبعض العراقيين . فقد حدثت عدة طلاقات بين العراق والعراقيين . بين الوطن والمواطنة .. ف بعد ان كان يوجع العراق ألما , جرحا في الجزائر , في لبنان . في فلسطين .. او حتى في الهند او الباكستان . بات تدريجيا يتدرب على الوخز . حتى لا تطال مشاعره الوجع … مع الزمن … اذا سقطت قذيفة مدفع ثقيل في الحرب مع ايران وضربت نقطة ما من ارض العراق ارضا عراقية . فإن ابن المدينة ( س ) يقول : الحمد لله .. انها ليست في مدينتي . مهما ينجم عن القصف من بشاعة يدعو الى تحريك المشاعر .. ثم مع الزمن . اذا ما وقع صاروخ او حاوية صواريخ على نقطة منأرض العراق . فيقول اهل الشارع المجاور .. الحمد لله انها ليست في شارعنا .. تدريجيا وبسبب عبودية واحتكار الحكومات

للشعب العراقي .. بسبب ما مورس عليه من تجارب انسحاق انساني ان يقاتل نيابة عن الامة العربية ان يقاتل نيابة عن اولاد الرفاق الكبار ان يقاتل نيابة عمن يلهو في المجون والليالي الحمراء ,بدلا من ليالي الثريات التنوير في جبهات القتال .. كل ذلك جعل العراقيين في فسطاط والعراق في فسطاط … العراقي يشعر ماكل مادفعه من ثمن .. للعرب ولكرامة العراق انه لاحقوق له .. ولا استحقاق له .. هناك خذلان .. فالجندي الذي رفع راية على ارض الفاو المحررة لم يخلد .. باع عفش داره حتى يمضي فصل الحصار في التسعينيات . باع البالات والسجائر وضاع في الأسواق . وبعد نيسان 2003 وجد ضحايا حرب ايران شهداء وجرحى ومفقودين انهم ضحايا للوطن مرة عندما دافعوا بصدق عن العراق . او هكذا كانت نية الفعل . ومرة ضحايا الدكتاتور عندما كانت الحرب خيار . ومرة للأنظمة الحالية والأحزاب الحالية عندما اسقطوا تضحياتهم بغضا للدكتاتور ومجاملة للاعدقاء .. الوطن صار محنة مواطنة . فلا تعلم هو وطن من . يقول شهود في الموصل .. انه قبل ان تباع مدينة الموصل . كانت هناك سوق مفتوحة . بازار .. مول .. للبضاعات الوطنية .. ادخال وإخراج عناصر واموال ونفط واسلحة ولقاءات دولية وإقليمية وداخلية لكل شيء ثمن .. لذلك كان سقوط الموصل اسهل من سقوط ورقة من أشجار الموصل في خريف .

ماجرى بعد 2003 .. اننا اسقطنا صنما ..اعدمنا رجلا مع حاشيته .. بصرف النظر عن سياق الإعدام .. لكننا لم نسقط منظومة تربية تاريخية .. لم نسقط من انفسنا الرام .. رام

التربية الفاسدة .. لم نتلف الكروموسومات التي سجلت عليها السلوك الجمعي لتربية وظروف وحوادث عقود من التراكمات , من الأخطاء , الاحباطات , الانكسارات..المواقف .. ردود الافعال .. التكتيكات الشعبية في مواجهة الافعال السياسية للنظام .. ان واقعا جديدا معناه تربية جديدة . ان مرحلة جديدة معناها تربية جديدة . معناها ان نقطع دابر الاستنساخ للأنظمة الحاكمة والأنظمة المحكومة .. معناه بناء عقد جديد لمستقبل الانسان .. فهل كانت برامجنا جميعا منذ نيسان 2003 الى يومنا هذا هو زمن برامج العمل لانتاج مشروع عراقي ناضج منتج . ان كان العقل رائد تجربة مابعد نيسان 2003 . يو ماجرى بعد 2014 اننا ركبناها مسروجة .. وبطريقة غوغائية بنت الأحزاب عالما خلاقا من الفوضى من التنفيس القيادي على حساب الزمن والعقل ودماء وطموحات واحلام العراقيين .. اننا نعيش تجربة تأسيس المقدمات الخاطئة لانتاج النتائج الفادحة ..ان المقدمات الفادحة تؤسس لنتائج فادحة .. فمن يزرع بذور زيتون اسباني ياكل زيتونا اسبانيا ومن يزرع بذورا اكسباير لا تنتج شيئا دولة تسير بقانون مجلس قيادة ثورة لاننا بلا قانون .. اضعنا الخبرات بالاجتثاث .. كرسنا الاميين بتكريس دولة الاحزاب بفلسفات الدمج والعشوائيات الإدارية والسياسية .. تصرفنا بروح الاحقاد والتضاد النوعي والمواجهات العاطفية .. لم نشهد ما نتمناه وما يجب ان يكون . وهو :

تاسيس تربية جديدة … حب العراق .. اشاعة ثقافة حب العراق .. وبدلا من بناء تربية عراقية جديدة مختلفة بواقع

اعادة تاهيل النفسية العراقيو بمصحات مؤسسات المجتمع المدني والمدارس والمناهج .. نهجنا نهجا طائفيا .. وجاء لنا من جاء وقل لنا انتم لستم ابناء العراق فانتم دولة المكونات .. ف كن ابن مكونك .. ودافع عن مكونك .. ومكونك .. والعراق يحترق …

*[email protected]