من السهل أن نفهم لماذا الغرب وخصوصا الامبريالية الامريكية خائفين من العراق أو أي دولة إذا كان لديها قدرة على المقاومة وتوجيه بعض الضربات كما فعل العراق في بداية الغزو الأمريكي ، وستسعى كما فعلت بعدم السماح لقادته بالبقاء في السلطة كذلك هذا غير مقبول لأي دولة غربية أو لحلفائها فالعنجهية الغربية مبنية على الفوقية للجنس الغربي والدونية للآخرين وخصوصا العرب المسلمين لأننا كنا نسيطر عليهم رغم أن العرب قد أخرجوا الاوربيين من الظلمات والجهل الى النور لكن تبقى عقدة الاحتلال شاخصة في عقولهم المريضة فسعوا للانتقام .. لحد هنا فمسعاهم والكلام فيه منطق.. لكن الأهم من ذلك، نريد نحن ويريد العالم أن يعرف لماذا تم تجاهل شرق آسيا بالكامل بينما دمرت الحرب العراق؟!!هل لأننا شعب الله المكروه ؟! .
يبحث مقالنا هنا أيضا في سياسات (إسرائيل) تجاه إيران وبرنامجها النووي مقارنة بسياساتها تجاه العراق وغزوه من قبلها وقوات التحالف والاثار الجسيمة التي خلفها الغزو البربري للعراق..ونتساءل هنا لماذا الولايات المتحدة والتحالف لا يعاقبون على غزوهم للعراق ورغم ان معظم الدول والشعوب اعتبرت غزو العراق عملاً إجرامياً في التاريخ الحديث لأنه لم يكن له أي مبرر قانوني ومع ذلك لم يُعاقب أحد ولا أحد يواجه المحاكمة على تلك الجرائم التي ارتكبت في عام 2003 ولا تزال مستمرة التي لم تتمثل فقط في احتلال العراق والسيطرة عليه بل نستطيع القول ان الجريمة والحقد قد بلغ منتهاها لأنها كانت حرب إبادة لشعب واستبدال شعبه بحثالات العالم وخريطته مهددة بالمحو من الوجود.. أيضا لا اذكر اني قرأت بالتاريخ وجود أي دولة بالعالم تم احتلالها ولم يسمح لها بإعادة بناء مجتمعها وبنيتها التحتية الا العراق والصورة ماثلة أمامكم لعشرين سنة خلت من الدمار والسرقة والفساد والتخلف ولا يوجد أي انجاز لديهم الا كما يعتقدون فانهم سمحوا للشيعة بممارسة طقوس التطبير والتمرغل بالطين والتوسل بالتايرات وتقبيل القنادر واعمدة الكهرباء والأشجار وهم ومن يتبعهم فرحانين بهذه الحرية !
بينما إيران كانت أفضل حليف للغرب في المنطقة وساعدت أمريكا باحتلال العراق لكنها تقدم الدعم لمنظمات إرهابية مثل حزب الله التي تعمل ضد الولايات المتحدة والصهاينة كما تدعي . إن الإرهاب الذي ترعاه الدولة الإيرانية هو أمر مألوف للشعب الأمريكي والعالم، وهم يعرفون ما تفعله إيران وكيف انها تدعم الإرهاب الحوثي من أجل اقلاق السعودية ودول البحر الاحمر. لكن الرئيس أوباما لم يكن صادقًا بشأن ذلك. فنتساءل هنا لماذا عقد صفقة مع إيران وأطلق المليارات لها وهم يواصلون تمويل الإرهاب؟ (ربما لأمريكا تفسير اخر للإرهاب) وقامت إيران بتدريب وتسليح طالبان وحماس وحزب الله ومنظمات تعتبرها أمريكا و(إسرائيل) إرهابية قتلت يهود وأمريكيين.
ليس هذا فحسب بل تهدد إيران الشرق الأوسط بأكمله، وتخشى أمريكا وإسرائيل الانتقام الإيراني! طبعا هذا ما تقوله وسائل اعلامهم المموهة للحقيقة ويتناسون التفاهم والتناغم بين ايران و(إسرائيل ) وامريكا ولما كانت ايران تشكل خطرا على هذه الدول الامبريالية فلماذا لا يقوموا بدعم تقسم إيران حسب مناطقها الاثنية وهي مقسمة ديموغرافيا ولا يبقى الا رسم خطوط حدود وينتهي الامر وتنتهي ايران الشر فلماذا تبقيها قوية وتسمح لها بتطوير الأسلحة النووية وتهدد جيرانها بما في ذلك إسرائيل؟ .. بينما لو تم تقسيم ايران فهذا سوف يضعفها ويمنعها من خلق مشاكل لإسرائيل اللقيطة وأمريكا والدول الأخرى في المنطقة ..
، لذا فإن تقسيمها إلى دولة بلوشستان وكردستان وعربستان سيكون أمرًا بسيطًا بما فيه الكفاية وسينحسر الفرس حول بحر قزوين موطنهم الأصلي – فقط اسأل نفسك أين سترسم خط الحدود بهذه البساطة إذا لم تكون أمريكا والصهاينة متحالفين مع إيران. الفرس المجوس هم من يحيكون الدسائس ضد أمتنا.
وداخليا سنحتاج الى تثقيف شعبنا لإنشاء سلطة المحاسبة وتفعيلها .. سلطة احداث تغيير يحقق عدالة حقيقية من خلال تغيير كل العملية السياسية الفاشلة والمجرمة بالقوة ,هذا ما نحتاجه كعراقيين وليس التمسح بالغرب والشرق وايران من أجل أن تحسن الوضع العراقي لأننا سنكون نعيش وهما قاتلا؟