23 ديسمبر، 2024 1:39 م

هل نحن حسينيون ام ماذا ؟

هل نحن حسينيون ام ماذا ؟

كثير من الشعوب والامم حينما تؤمن بالرمزية والقيم العليا ، تبحث عن من يمثل تلك القيم والمثل حتى تمضي في مسار التكامل الذي يسعى اليه كل انسان مهما كانت ديانته او عقيدته ، ولا يختلف اثنان ان الاسلام جاء ليتمم تلك المثل والاخلاقيات التي وُجِدت لخدمة الانسان ، ومن اهم المثل التي أثرت في وجدان الانسانية جمعاء هي التضحية بالنفس من اجل المبدأ. وكان ولا يزال اكمل وافضل من طبق هذا المصداق هم النبي الاكرم واهل بيته الطاهرين ( صلوات الله عليهم اجمعين ) والامام الحسين عليه السلام هو المصداق الامثل والذي يشع نوره وتتلألأ ذكراه في كل زمان ومكان .
ولكن هنا يبتدر سؤال في اذهان كل من يؤمن بتلك القيم ويؤمن بقضية الامام الحسين (عليه السلام) وهو ، هل ان ما قدمه الامام الحسين وضحى من اجله انتهى في زمانه  ام ان مصاديق الحق ضد الباطل والعدل ضد الظلم التي خرج من اجل تطبيقها والانتصار لأجلها يجب ان تستمر ؟؟؟
فالذي نراه اليوم ومع شديد الاسف ان  الكثير ممن يحملون شعار الاسلام وشعار التشيع بل وشعارات الامام الحسين هم  ابعد ما يكونوا عن تلك المبادئ والقيم وما نراه في العراق ممن يحمل تلك العناوين باتوا اسوأ من يرفع تلك الشعارات فاصبح الظلم والفساد والافساد والقتل وانتشار الفحشاء والمنكرهو السمة السائدة ، والادهى والامر ان الناس  (على دين ملوكهم ) فبعد ان انتشر اكل المال الحرام وضعفت الغيرة والحمية لدى البعض حتى اصبح السكوت لديهم على الظلم بل والدفاع عنه والتبرير تحت مختلف الحجج والمسميات هو السمة الغالبة ، وبذلك انقلبت الموازين فأصبح الحق باطلاً والباطل حقاً ، ولم يعد في قواميسهم سوى الاكل والشرب والغريزة الحيوانية على حساب الكرامة والدين والاخلاق ، وللاسف اصبحت الشعائر الحسينية في هذا الزمان مجرد طقوس وعادة وشكليات لابد من القيام بها حتى لا يعاب على الفرد بأنه لا يحب الامام الحسين (عليه السلام) وكأن قضية الثورة الحسينية هي عبارة عن مجلس بكاء وطبخ ولطم . والاغرب من ذلك ان العراقيين اليوم هم بحاجة الى قيم الامام الحسين والتي لو طبقوها ونهضوا بها لما بقي الحال على ما هو عليه الان من ظلم وفساد ومكر السياسيين وخداعهم ، فهل نستطيع الان ان نكون صادقين مع انفسنا اولاً ونعترف بالحقيقة ؟ هل نحن حسينيون فعلا ام ماذا ؟؟؟