18 ديسمبر، 2024 7:42 م

على غرابة هذا السؤال تعالوا نناقش هذا الامر!!.. من احدى اغرب وأطرف قصص الشيخ كشك المعروفة بعنوان (عندما تبيض الشعوب)! وسيد كشك لمن لا يعرفه هو عبد الحميد كشك، عالم دين مصري كفيف لقب بفارس ومحامي الحركة الإسلامية بمصر ويعد من أشهر خطباء العالم العربي له أكثر من – 2000 – خطبة مسجلة. اعتقل عام 1965 رغم انه كفيف منذ صغره وتعرض للتعذيب حتى خرج عام 1982 من السجن بعد عامين ونصف فتجمع جموع المحبين والمهنئين بعد صلاة الجمعة وتحول الامر اشبه بالتظاهرة المهنئة التي ما لبث ان ظهرت فجأة عربة لشخص يبيع البيض بنصف سعره العادي ما أدى الى ان ينفض المؤيدين من حول سيد كشك ويتوجهوا لشراء البيض. فانه لقطة! وكان من الممكن ان يواجه المتظاهرين أجهزة الشرطة بالبيض لكن السيد كشك قال : فضلوا الاحتفاظ بالبيض عليّ لأنه بنصف السعر وانصرفوا من غير مواجهة ونسوا الشيخ والقضية ..!!! ( مقتبس بتصرف )

ماذا نستشف من هذه الحكاية الطريفة التي تخفي في ثناياها حالة من البؤس والحزن الشديد فهي اثبتت ان الشعب مليء ويعاني من أعباء العبودية، والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية بحيث تجعله لا يفكر لا في الإصلاح ولا في التغيير.. المهم ان نترس البطون!

هل هكذا نحن العراقيون همنا على بطوننا أولاً واخراً؟ أقول نعم ولا …! فكيف تجتمع الاجابتين؟ الاحصائيات تقول ان العراق باع بترول منذ الاحتلال الامريكي الإيراني للعراق في 2003 لغاية عام 2022 اكثر من الف مليار دولار لو تم توزيعها على العراقيين لأصبح لدينا مليون مليونير ولكن دعونا من كلمات الخيال العلمي ونسأل اين ذهبت هذه الأموال.. كلنا يعلم الإجابة لكن السؤال الأهم لماذا يغتني البعض بصورة فاحشة ومعظم الشعب يناضل من اجل لقمة العيش ولم يثور الشعب ويقلب النظام؟ هنا نسأل هل نحن جبناء أم مرضى نفسيين أم فاشلين في انتاج معارضة واضحة ذات وزن مؤثر داخليا و خارجيا , هل نحن جبناء لأننا لا نحدد بصورة واضحة اجرام و مسؤولية المرجعيات الشيعية مثلا وما تلاها وتسببت بها لأننا شيعة وبالتالي المرجعيات السنية المنحرفة لأننا سنة .؟ هل نحن جبناء لأننا لا نخطط لحمل السلاح او اذا طرحنا حلا اخر غير التغيير بالقوة؟؟ .. لا ازايد على الاخرين لكن السبب الرئيسي في فشل التغيير يتحملها الشعب و ما يسمون قوى وطنية على جميع تسمياتها الانانية لأن همهم كان : من يقود الثورة لا تغيير النظام العميل. انتبهوا لقد وصلنا الى مرحلة جدا حرجة وستندثر حتى الأفكار التي تدعوا للمقاومة وتغيير النظام وبمستطاع دولة العملاء فعل ذلك من خلال توفير جزء من الخدمات المفقودة.!

اذن ثروات العراق كما حددناها سابقا فإنها معظمها تذهب في بطون المجوس وقد قلنا أن العقوبات الاقتصادية الامريكية على ايران هي في طبيعتها بالواقع ضد العراق لأن ايران تعوض عن خساراتها من  كيس خان جغان أي العراق وقصة خان جغان عرفت بزمن الدولة العثمانية حيث يبادر الوالي المتعين على بغداد  في بث شكواه للحاشية المقربة من سوء حالته المادية، عندها يندفع ذلك التاجر البغدادي الشهم بالتبرع لجناب الوالي بدار أو بخـــان ليستفيد من ايجاره لسد نفقات ومصاريف الوالي الهمام.. وذلك كان تبرعا بطيبة قلب من اغنياء بغداد اما ما تفعله ايران فبواسطة عملائها تنهب ثروات الشعب وتحرمه منها من أجل ان تسد نفقاتها والانكى انها بدأت تمول اتباعها وعملائها في سوريا ولبنان واليمن.. مطبقين المثل العراقي (هي الجنة خان جغان ياهو اليجي يدخل بيها)؟ والمقصود ان الخان كان يرتاده معظم فئات المجتمع ( دول عربية ) فصار مثلا يضرب به..

تذكروا قصة الامام كشك فهي تلهمنا بواقعنا وهي ان الشعب يمكن ان يترك قضاياه المصيرية ويحيد عنها ويهتم بالبيض والراتب التقاعدي والمعاشات وغيرها من الخدمات ومما يتلاعب به التجار الجشعين ونترك القضايا المصيرية ومحاسبة الفاسدين والمجرمين والعملاء لأننا أصبحنا نعيش حالة من اليأس، اليأس من التغيير والطريق اليه كيف ومتى لأننا ننظر فقط ان العملاء يزدادون والمصالح الشخصية تعلوا فوق العامة ولأننا نقرأ ونسمع المشاريع الاستسلامية التي تم تسميتها سلمية.. رفعنا هذا الشعار ببداية الانتفاضة كي لا نعطي مبرر لأجهزة الدولة وميليشياتهاالاجرامية الحجة لقتل شبابنا لكنها لم تنفع واستمروا بالقتل والاستهداف فكان لزاما على المقاومة والانتفاضة ان تطور نفسها هي الأخرى وتنتهج المقاومة المسلحة فالعين بالعين والسن بالسن.. اليس كذلك؟! انا طرحت الحالات تبقى الاجابة على سؤال اسم المقال عندكم!