يقول رينيه ديكارت انا افكر اذن انا موجود ولكن ثمة من يمارس علينا الحجر الفكري وهو مايتعارض مع وجودنا كبشر ويجعلنا في مرتبة البهائم فملكة النطق وحدها لاتكفي بل يجب ان نفكر طالما كنا موجودين ومازلنا أحياء. الاخصاء الفكري ان صحت التسمية ليست ظاهرة وليدة اليوم بل تمارس عبر قرون طويله فلكل قرن من الزمان رجال متمردين على الافكار السائدة ولا يرضون مبدأ التلقين والتدجين ويريدون ان يمارسوا حرية التفكير فالعقل له ميوله ورغباته وادراكاته التي تميزكل واحد مناعن الاخر وهو ويريد ان يتحرر وينطلق ولكن هناك.اعداء الابداع وهم كثيرون اهمهم حراس المعبد ورجال السلطة ومقص الرقيب وزوار الفجر. يرسمون لك الطريق الصحيح حسب ظنهم ويصادرون حقك في الابداع وحرية الرأي. ان اصحاب المقولات المعلبة والتهم الجاهزة يعانون من الافلاس الفكري وتعاني عقولهم من الجمود والركود وفي الحياة لااستكانه مع الافكار الباليه بل ان الافكار ايضا تصدأ وتحتاج للترميم والتجديد في جو ايجابي حر بعيدا عن سيف الجزار. التقولب الفكري والتحجر لجم تطورنا في كل الاصعدة.
ان طرح افكار جديدة يعد نوع من الترف الفكري يجابه بالصد والتأليب ليس من الحاكم فحسب بل من ذيوله ومن المؤدلجين الذين تركوا عامة الناس تغوص في جهلها وجعلوها تعيش وهي لاهم لها سوى توفير ابسط مستلزمات الحياة التي لاتسطيع ان تصمد بدونها وهي تظن ان حدود الحياة حيث تقف هي وان مجرد سماع كلاما جديدا لم تألفه مسامعها من قبل هو تطاول على المحرمات وتجاوز الخطوط الحمراء ونذيرشؤم وتهويل مابعده تهويل . وقائمة المقدسات طويلة فالانتقاد لصاحب العصمة ممنوع ولو كان شر الفاسدين وجيش المنتفعين الذين اشتراهم صاحبهم بمالهم ينامون في سبات عميق غارقين في جهلهم او في رؤية وفكر مبشرهم بالخلاص العظيم.
هذا الجيش الهمجي من الرعاع هو خط الدفاع الاول الذي سيحرق (المندس) الذي اضاء لهم الطريق وهو يذكرنا بالرجل الرحال الذي وطئت قدمه قرية كل ساكنيها من العميان فاستغرب وتعجب فراح يتودد اليهم ويحدثهم عن جمال قريتهم, عن حقولها الخضراء وازهارها المتفتحة الحمراء والصفراء والبيضاء فارتابوا في امره وشكوا في قواه العقليه وتسائلوا حائرين عن مرضه واحضروه وفحصوه جيدا فتبين انه يعاني من مرض نادر وغريب وهو ان له عيون تبصر فقررا علاجه ففقئوا له مصدر العلة والشرر التي تثقب دماغه بالترهات.
الفكر لايورث , انه مضاد الجمود انه يجدد نفسه ويتأقلم مع عصره وروح العصر ففي كل زمان ومكان هناك 5 بالمائة من الناس التي تعزل نفسها عن العالم كله لترسم طريقا جديدا يغير مجرى التاريخ فالجمود لايصنع شئ ولنتذكر بانه لولا الغزاة الاوربيين المغامرين لما كانت امريكا وكانت ستبقى قارة مجهولة تسيطر عليها قبائل الهنود الحمر ولولا المستعمرين الاوربيين الباحثين عن الثروة ووطن جديد لكانت استراليا في ايدي الابورجيين البدائيين ولكانت صفرا على الشمال لاوزن لها على خريطة العالم.
الطوفان قادم فاستعدوا لموجات غزو فكري جديد يقلع المسلمات والبديهيات والدجل والخرافات فيزيل ماعلق من اوحال عن المعدن الأصيل.
فيما يحاول الغرب والشرق من حولنا اكتشاف مابعد الارض لازالت في بلادنا قرى وقصبات مجهولة ومنسية هنا على هذه الارض لاتعرف من المدنية والحضارة شئ فهي مسلوبة الحقوق لاتعرف شيئا عن العالم المحيط بها وعن مالحق به من عمران وتطور فهي حيث تقف تراه نهاية العالم.