19 ديسمبر، 2024 12:43 ص

هل نحن بحاجة الى تيارات اسلامية اصلاحية منفتحة ؟ !

هل نحن بحاجة الى تيارات اسلامية اصلاحية منفتحة ؟ !

هنالك جدل سياسي واجتماعي ونخبوي بين الرغبة والحاجة الى تيارات اسلامية اصلاحية ومنفتحة في المجتمع العراقي . ويأتي هذا الجدل جراء تراجع الاحزاب والحركات القومية والاممية في تحقيق شعارتها في التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية ورفع المستوى المعاشي واحترام حقوق المواطنة . وازاء هذه المستجدات على الساحة العراقية برزت افكار الانبعاث الاسلامي بصورة تيارات اسلامية  بشقيها المتشدد والمعتدل ، واتخذت اشكالاً متعددة للتعبير عن نفسها سواءاً كانت اجتماعية او ثقافية او سياسية او اقتصادية  والبعض الاخر منها لم يُعلن صراحة توجهاته الفكرية ريثما تثبت انها قادرة على ادارة مشروعها السياسي في بناء الدولة بالاستفادة من تجارب الانظمة المتعاقبة التي لم تحقق شيئاً يُذكر للشعب العراقي سوى مزيداً من التخلف والفقر والحروب والعزلة والعقوبات الدولية . وفي ظل تصاعد وتيرة التنافس بين هذه التيارات ينبغي طرح السؤال التالي ، هل لا زالت الرغبة لدى بعض السياسين تأسيس تيارات اسلامية اصلاحية بعدما  درسوا الساحة العراقية واستوعبوها جيداً، ام هناك حاجة فعلية مجتمعية لتبني هذه التيارات ؟ ، وبالتالي عندما تكون الحاجة فعلية فليس لها ان تكون خاضعة للاهواء والتقلبات في تقبل المواطن لها . فيما تكون الحاجة ليس لسد الفراغ الايديولوجي والذي ابتدأ بعد سقوط الدولة العثمانية صاحبة المذهب الحنفي وحلت محلها الاحزاب القومية والاممية ، ولن تكن احزاب اسلامية واضحة المعالم في تلك الفترة . واستمرت  الاحزاب الاممية والقومية باستقطاب الناس  حولها بالاعتماد على النخب الثقافية ، الا ان الانظمة الشمولية التي حكمت العراق حاربتها ومنعتها وكان عقد التسعينيات من القرن المنصرم هزيمة واقعية للاحزاب الاممية والقومية لا سيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق واحتلال العراق للكويت ومن ثم سقوط النظام السابق . فالمد الاسلامي ليس في العراق فحسب وانما انتشر في دول عربية عديدة فتبوأت حركات اسلامية السلطة جراء فوزها في الانتخابات . وامام هذه التجربة كيف تستطيع هذه التيارات في العراق النجاح والمساهمة في العملية السياسية وطمأنة الشارع العراقي جراء ما حصل  من تجارب في ( تونس ، مصر ، ليبيا ) و ما يجري الان في سوريا لاسيما وان قيادة المعارضة هي من التيارات الاسلامية المتشددة مثل ( حركة النصرة) التي صنفت كمنظمة ارهابية في امريكا واوربا والتي قد يكون لها مستقبل في سوريا اذا تم الاطاحة بنظام الاسد . وفي ظل هذه الاشكاليات برز دور  التيارات الاسلامية الناشئة وعلى رأسها  التيار الرسالي العراقي  الذي تمكن من وضع خطوط عريضة لممارسة دوره التنويري والعمل جنباً الى جنب مع الكيانات السياسية الاخرى مستفيدا من كونه يحمل رسالة وطنية انسانية علمية نهضوية ويعمل على دعم مشروع بناء دولة المؤسسات .وينطلق التيار الرسالي العراقي من خلال تراكم الخبرة النظرية والعملية والجهادية لاتباعه خاصة ً امينه العام الشيخ ( عدنان الشحماني ) والذي كان احد تلامذة الشهيد الثاني ( السيد محمد الصدر ) كما عمل على الاستفادة من تجربته في الجهاد ضد النظام السابق ومعايشته لمختلف الاتجاهات والاحزاب المعارضة حين اضطر الى ترك العراق متجها الى سوريا .  وفي خضم هذه المعاناة وضعت المنطلقات الفكرية للتيار الرسالي العراقي لتتلائم مع التحول الديمقراطي للعراق ليكون عامل استقطاب لكل شرائح المجتمع للمساهمة في صنع القرار و بناء غدِ افضل للعراقيين .