يعمل المجلس الاعلى ومنذ عدة شهور، لأنضاج رؤية موحدة لكل المكونات، فيها مطالب ومطامح، هواجس ومخاوف، حقوق وواجبات، ثقة وضمانات، تشخيص وتدقيق، تضع فيها جميع المكونات والقوى السياسية تصوراتها ومشاريعها..
الى اين يريد ان يصل العراقيين؟..وكيف نصل، وجميعهم متخوف من جميع، والوطن بدأ يضيع وويتصدع؟!
الحقيقة قبل ذلك، هي ان جوهر المشاكل في عراق ماب عد ٢٠٠٣ ، هي أنها مشاكل سياسية، انعكست على الامن والخدمات والعلاقات الخارجية، لا سيما أن عدم وضوح الرؤية، وتقاطع المشاريع، وسوء الادارة وانعدام الثقة، عناصر كلها اسهمت بشكل مباشر بما نحن عليه.
ما لا يفهم من بعض الأطراف، هو انهم لا يؤمنون بالثابت الوطني والسلم الاهلي، ولم تكن مواقفهم بحجم المخاطر، إذ بدأت الهويات الفرعية تسيطر على الدولة، فذابت المواطنة بين العشيرة والمنطقة والايدلوج. إنهم يتحدثون بالوطنية، فيما يذبحون الوطن، ويتسترون بالدين ويكفرون الشعب، وكلها تؤدي الى متاهات وسياسات هوجاء، وفوضى في كل شيء، فهل نستسلم، ونترك الوطن يموت! ؟ وهل نرضخ للقتلة والفاسدين، ونسلمهم تاريخ وحضارة، وتراث وقيم وكل شيء؟!
لا اعتقد أن اصحاب الضمير سيستسلمون، او يتخلون عن مسؤولياتهم، رغم أنهم سيتهمون ويشكك بهم، وستدفع اموال لأستهدافهم.
لكن رغم كل ذلك، فإن ثمة خيار واحد امامنا، لا يقبل التقسيم او التأويل؛ وهو الذهاب الى تسوية تاريخية، لجميع الاطراف والمكونات، من اجل الاعتراف كل طرف بحقوق الاخر، وايقاف التمدد واتساع النفوذ، والمضي بحل سياسي شامل،يحقق انتصارا وطنيا، ينهي وجود داعش ومن يعتاش على الفوضى.
الخطوة الشجاعة التي سيقوم بها “الحكيم”، ستكون الامل الوحيد بتحقيق الاستقرار، ولا يمكن لهذه المبادرة ان تنجح، اذ لم تتوافر النوايا الصادقة بضرورة الحل، ويحتاج ذلك لغطاء اقليمي ودولي، وخاصة من إيران والولايات المتحدة، والمملكة السعودية والأمم المتحدة.
إننا إزاء أخطار تتعلق بوجودنا، وكما يقولون في “الأخطار العظيمة تظهر الشجاعة العظيمة”.