ظهرت في ألعصور ألمتـاخرة كثرة بناء ألجوامع ؛لأهداف متعددة منها لتخليد أسماء ألملوك وألرؤساء وألسلاطين ورجال ألأعمال ؛والبعض ألأخر للترويج للمذاهب ألمختلفة ألتي حولتها ألى مدارس لتعليم ألأجيال عقائدها وألتركيز على أو جه ألأختلاف بينها وأهمال مساحات ألتوافق ؛ وعلى ألمثالب أكثر من ألمناقب ؛نشأت على أثرها أجيال تحمل ألحقد وألكراهية على بعضها ألبعض ألأخر ثم تحولت بمرور ألزمان ألى قنابل موقوته تنفجر لتدمر كل مايدب على ألأرض عندما تتهيأ ألظروف لها في ظل أجواء مملؤة بالحقد والكراهية ؛بحيث أصبح ألأصلاح وألعودة ألى قيم ألسماح وألتعاطف وألتعاون التي شرعها ألله جل جلاله أمرا مستحيلا!!.وبالعودة الى بداية ألرسالة أن ألكثير من ألجوامع وألمساجد في وقتنا ألحاضر؛أصبحت لاتختلف عن مسجد ضرار ألذي أقامته مجموعة من ألمنافقين في ألمدينة ألمنورة وألتي أمر ألنبي{ص} بهدمه وأحراقه!!.ففي ألوقت ألذي تعاني منه ألأمة ألأسلامية من قلة ألوحدات ألسكنية لعباد ألله سبحانه وتعالى؛ ألذين يفترشون ألأرض ويلتحفون ألسماء؛أنتشرت ألجوامع وألمدارس ألدينية ألتي تحتل مساحات واسعة من ألأرض ؛تغدق عليها ألحكومات ألفاسدة وألدكتاتورية مئات ألمليارات لتلميع صورتها ؛على أعتبار أنها تقوم بنشر ألأسلام بينما هي تمارس سياسيات تشجع على ألكراهية وألأرهاب وتشارك في القتل والتدمير كما فعل صدام قبل سقوطه بالمباشرة ببناء أكبر جامع في ألعالم يتسع لمئتي ألف مصلي ؛مشابه للجوامع ألتي أنشأت في السعودية وألمغرب وغيرها ؛بأسماء ملوكها ورؤوسائها وأمرائها في جميع ألدول ألعربية!!.علما بأن هذه ألجوامع فارغة من ألمصلين وتخضع لحراسات مشددة ؟!
ألأنسان أهم من ألجوامع كما قال رسول ألله{ص} عندما أشار بأصبعه ألى الكعبة وقال {وألله أن لحياة أمرء مسلم أكرم على ألله من كعبته هذه } ألتي تحولت ألى منابع للأرهاب وصنع ألعبوات ألناسفة وتعذيب ألناس وذبحهم.بعد سقوط نظام ألبعث ألصدامي ؛أزدادت ألمدارس ألدينية ألمذهبية وبلغت أعدادها بالألوف ؛تكلف ميزانية ألدولة أكثر مما يصرف على بناء ألوحدات ألسكنية ؛وتدخل مئات ألملايين من ألدولارات في جيوب دعاة ألدين !!.بحيث أصبحت ميزانية ألوقفين ألشيعي وألسني تزيد على ميزانية وزارة ألعمل وألشؤون ألأجتماعية ؛وتزداد عمليات ألأرهاب بزيادة عدد ألجوامع والمدارس ألدينية في ألعراق وغيرها من ألدول ألأسلامية زيادة طردية؟.وألكتب ألتي تصدرها ألمؤسسات ألدينية لاأحد يقرأها أو يلتفت أليها ولا تساوي في قيمتها ثمن ألأوراق ألتي كتبت عليها ويعزف ألجيل ألجديد عن قرائتها أو حتى لمسها :.
لم يحضى ألتعليم ألحديث وألتربية ألأخلاقية وألأجتماعية أي أهتمام من ألمؤسسات ألدينية ؛ومعظم خطب أئمة ألجوامع تقتصر على التركيز على أطاعة ولي ألأمر ودفع الزكاة وألخمس لكي يحصلوا على حصة ألأسد فيها ؛أوأفضلية هذا ألامام أو ذاك ألصحابي على بقية ألصحابة والتابعين أو حتى ألى عبادتهم بشكل غير مباشر ؛بينما أن أهمية ألجامع يجب أن تقتصر على توجيه ألناس على العلم وألعمل وتشجيع الناس عليه بدلا من فتاوي ألقتل وألأرهاب ؛فاليابان أستطاعت أن تحول شعبها من شعب يسوده ألفساد وألقتل وألعبودية قبل عقود من ألزمن ألى مجتمع يحترم ألأنسان ويقدس ألوالدين ويحترم ألعمل ويقدسه ؛وذلك من خلال وضع دراسات أخلاقية وتربوية وتدريسها في مختلف ألمراحل ألدراسة ؛وبمرور ألزمن أصبح أحترام ألوقت وألعمل وأشاعة روح ألسلام وألمحبة بين أبناء ألمجتمع كعقيدة رغم عدم وجود دين لهم ؟!!بينما يحفل ألأسلام بقيم سماوية سمحاء وأخلاقية وتربوية؛حولها أئمة ألجوامع ألى ساحات لتعليم ألناس ألحقد والكراهية والقتل ؛بحيث أصبحت ألدول ألعربية خاصة وألأسلامية عامة أكثر دول ألعالم تخلفا وتراجعا في كافة مرافق ألحياة ألمختلفة .لوصرفت هذه ألأموال ألطائلة على بناء ألمصانع؛لتخلصنا من ملايين ألعاطلين عن ألعمل ألذين تستغلهم ألمجاميع ألأرهابية بسبب ألفقر والحاجة وألفراغ ؛ولتم أطعام ملايين ألأفواه ألجائعة في وطننا ألعربي ألتي وصلت أعداها ألى أرقام مخيفة ؛ولتطورت ألصناعة والزراعة وألخدمات ألأجتماعية ؛كما حصل في ماليزيا على عهد مهاتير محمد رئيس وزرائها ألأسبق وقضى على ألبطالة والفقر والجهل في فترة زمنية قليلة؛ وتحولت مستويات ألتعليم في ألمجالات ألبحث ألعلمي وألتربوي فيها ألى مصاف ألدول ألمتقدمة تنكنولوجيا وتربويا في أوربا وأسيا؛ بعد أن حدد تأثير ونفوذ ألمشايخ!
ألأنسان هو مصدر ألخير والشر معا ؛ويعتمد ذلك على ألقادة وأصحاب ألتأثير في عقلية ألمجتمعات وألشعوب وفي كيفية بنائها وتكوينها؛تماتا كالمواد ألتي ألتي توجد على سطح ألآرض أو باطنها ؛فمثلا ألمواد ألأشعاعية مثل ألذرة مثلا؟فيمكن أستخدمها للخير وألسلام أو للتدمير ونشر ألأوبئة؛صنعت منها ألقنبلة ألذرية ألتي ألقيت على أليابان ؛وتمتلكها ألعديد من دول ألعالم لتهديد حياة ألانسان على ألأرض بالفناء ؛وكذلك ألمواد ألكيمياوية ألتي تصنع منها ألغازات ألسامة لقتل ألناس ؛بينما تستغل ألمواد ألأشعاعية في معالجة ألأمراض ألسرطانية وفي ألمجال ألصناعي والزراعي لخدمة ألبشرية وكذلك ألعناصر ألكيمياوية ألتي تصنع منها ألأدوية وفي ألمجالات ألمختلفة ألحياتية كالزراعة وألصناعة وزياد ألغلة ألزراعية وقتل ألجراثيم وألحشرات ألضارة؛فالدين تماما يخدم بأتجاهين ألتدمير والبناء حسب طبيعة ألتربية؛وما نحن ماضون فيه ؛هو صناعة ألموت بدلا من صناعة ألحياة بأستغلال ألدين لأهداف شريرية ؛لأشباع رغبة ألبعض من دعاة ألدين ؛في ألمال وألسلطة على حساب أغلبية مسحوقة مهمشة ؛وهذه ألقضية تعتبر ملحةفي وقتنا ألحالي ؛ لتصحيح ألمسار وتحرير ألفكر ألديني من أيدي هؤلاء أدعياء ألدين ومن سلطتهم ؛ألى أهل ألحكمة ودعاة ألخير والسلام.