أن مفهوم ألآختراقات ألآمنية لاينطبق على مانحن فيه من تحديات خطيرة , فألاختراق ألآمني حدث يمكن أن نجده في أغلب دول العالم حتى تلك المعروفة بقوة جيوشها وفاعلية جهازها ألآستخباري وتماسك مجتمعها, والعراق ليس من تلك الدول التي تفتخربتماسك مجتمعهاوبيقظة جهازها ألآستخباري , ولا من تلك الدول التي يمكن أن تغالط نفسها في موضوع قوة الجيش وحسن تنظيمه بعد فضيحة الموصل التي لها مايشابهها في كل مؤسسات الدولة ألآمنية و التعليمية والصحية والتجارية والزراعية والنفطية والكهربائية والدبلوماسية والمصرفية , وفي هياكل الدولة : القضائية , والهيئات المستقلة والتشريعية ” برلمان ومجالس محافظات ” والتنفيذية ” وزارات , وأمانة مجلس وزراء , وهيئة مستشارين ” ومستشارية ألآمن الوطني .
وعلى ضوء ماحدث في بغداد من تفجيرات بالقرب من الباب الشرقي ومدينة الصدر وفي مدينة كركوك , ومايجري في المدائن وفي أبي غريب , هذا فضلا عن تفجيرات سامراء , وأحداث الضلوعية وناحية العلم وعامرية الفلوجة , وأحداث ديالى الملتبسة شأنها شأن كل ألآلتباس الذي يتسم به خطاب من يقول بالمحافظات الستة الذي يعبر عن أحتضان للآرهاب وأن لم يصرح به علنا , ومن يشارك في خطاب تهميش أهل السنة يشترك بنفس الحاضنة , ومن يتسائل عن الحشد الشعبي واضعا أمامه عناوين طائفية ليقول : أين حشدنا ؟ ثم يحلو له وضع مشروع الحرس الوطني في قوالب طائفية وأن لم يصرح بها , ومن يعلن أن الحرس الوطني مناصفة في بغداد بين الشيعة والسنة , أنما يعبر عن تقسيم طائفي على طريقة ” تلك قسمة ضيزى ” ومن يكتب ويقول : أن عرب الشيعة في العراق هم وقود المشروع ألآيراني , ومن يحلو له من المسؤولين أن يفسر ماحدث في الموصل والرمادي وتكريت بسبب التهميش والظلم مستعينا بأرقام السجناء الملتبسة بألارهاب والجرائم الجنائية أنما يجعل من نفسه حاضنا للآرهاب ومشجعا على الفساد وأن لم يصرح به علنا .
أن العراق يعاني من أضطهادين كلاهما خطر على وحدته ومستقبله , ومن لايريد أن يعرف هذه الحقيقة فهو ممن يشارك بهذين ألآضطهادين وهما : أرهاب محتضن , وفساد مستوطن .
وأمام هذين الخطرين نحن نواجه أزمة أخلاقية , وأزمة معرفية , فمن لايمتلك الحد ألآدنى من القيم ألآخلاقية وهي : ألآمانة , العفة , الغيرة , الوفاء , ألآخلاص , ألآرادة , ومن لايمتلك المستوى المقبول من المعرفة وهي : مستوى مقبول من العلم , الفهم , الحلم , الحكمة , فمن لايمتلك مواصفات ألآخلاق والمعرفة لايمكنه أن يكون مساهما في دفع الخطرين عن العراق وهما : ألآرهاب والفساد .
وحديث ألآختراقات ألآمنية هو حديث تبسيطي لما يعاني منه العراق , والحديث الجريئ والصريح والشجاع هو الذي يقول : أن المجتمع العراقي أصبح منقسما بألآرهاب والفساد , فهناك من يحتضن ألآرهاب والمناطق المتوترة والساخنة كما تسمى أمنيا وعسكريا هي مناطق لم تصبح هكذا لولا وجود الحواضن للآرهاب والتي أصبح بعض أهلها جزءا من ألآرهاب , ومن ينكر ذلك هو من يعاني من أزمة أخلاقية وأزمة معرفية , والذين يخلطون المفاهيم ويخلطون ألآوراق فيسمون ألآرهابي والحاضن للآرهاب بالمظلومين عندما يتم مواجهتهم من قبل الجيش وقوات الحشد الشعبي والعشائر , ومن يريد أن يكون منصفا ولا يبخس حق أحد عليه أن يعلم أن حالة ألالتباس واللعب بالنار في مناطق التوتر والمناطق الساخنة لابد وأن تحدث فيها أخطاء نتيجة المواجهة , والخطأ غير المتعمد ليس كالخطأ المتعمد , والفعل العدواني ليس كفعل الدفاع عن النفس والعرض والوطن , فألآول جريمة موصوفة موثقة شرعا وأخلاقا , مثلما هي موثقة في شرعة ألآمم المتحدة وحقوق ألآنسان , فالمقاومة حق مشروع ضد العدوان , والجيش والحشد الشعبي وبعض أبناء العشائر أنما يكتسبون صفة المقاومة والدفاع المشروعة , وحواضن ألارهاب الداعشي وعصابات داعش التكفيرية هي عناصر حرابة وشغب وتمرد على السلم وألآمن العراقي , وهي عناصر تخريب وتدمير للمنشأت وللحياة , وتدمير الحياة عمل جرمي مدان ومرفوض على مستوى القيم الشرعية والوضعية , والعراقيون عليهم الخيار بين المشروع الوطني , والمشروع الا وطني وهو خليط من أغراب وأعراب وهمج رعاع هم فتيل الفتنة ونار العصبية وغلضة وجفاف الجاهلية , والسؤال الكبير : التي متى يظل ألآلتباس سيد الموقف عند البعض ؟ والى متى يظل الجهل يخيم ويعشعش في النفوس والعقول ونحن من أمة أريد لها أن تكون خيرا للناس , ولم يكن القتل بلا مبرر ولا حق خيرا , ولم يكن تهديم المقدسات وتفجير أماكن العبادة خيرا , ولم يكن قطع الرؤوس وشق البطون خيرا , ولم يكن أغتصاب النساء خيرا , ولم يكن تخريب السدود وسكك الحديد والمطارات ومنشأت الكهرباء والماء خيرا , ولم يكن ألآنقسام الطائفي والقبلي في يوم من ألآيام خيرا .
أن أستمرار القتل والتفجير والتهجير في العراق يعني فشل ألآجهزة ألآمنية بما لايدع مجالا للشك , وعليه يجب أعادة النظر بهيكلية وتنظيم ألآجهزة ألآمنية على كل المستويات الرأسية والقاعدية , والعمودية وألآفقية من الوزارة الى أصغر وحدة أمنية في مركز شرطة أو في سرية وفصيل عسكري , وأعادة النظر لايمكن سلامة السير فيه مالم يعاد النظر في مجلس النواب والحكومة ومجالس المحافظات , وهذه عملية جراحية مؤلمة ولكنها لابد منها , وألآ على الشعب العراقي أن يستسلم لمزيد من الفوضى وألآنهيار في كل شيئ وبالتالي لن يكون بأستطاعته أن يحافظ على سيادته وألآكثر وألآخطر لن يكون محتفظا بوجوده ؟
أن أنتخابات مبكرة لابد منها , وعملية تغيير شاملة هي القول الفصل
أن الفساد في العراق أصبح عرفا وعادة ولا أقول ثقافة لآنني أحترم مصطلح الثقافة ومعناها المعرفي المتضمن توهج العقل والفكر , والفساد خمول للعقل وأنحراف للفكر , وكل فرد ومجتمع يستسلم للفساد يحتاج الى هزة أو صدمة توقظ كوامن ما أودع الله في ضمير ألآنسان الذي تغشاه أغطية الظلامة وأقفال الشهوات وميولها المسكونة بوسوسة الشيطان وأباليس الجن وألآنسان
على العراقيين جميعا أن يحاسبوا أنفسهم وأن يختاروا أي الخطين يريدون , فألآرهاب والفساد خط واحد , وألآصلاح خط قائم بذاته وهو نهج ألآنبياء والمصلحين وعقلاء الناس وحسن أولئك رفيقا