قالو قديماً ان اخر الدواء الكي ,,,,,, كثيرا ما ارتبط بيان رقم واحد مع انطلاق الثورات والاطاحة بالانظمة الاستبدادية ، ويكون بمثابة الاعلان عن حقبة جديدة تحمل تطلعات الشعوب المستضعفة المترقبة لتغير واقعها المظلم والتخلص من سنين الظلم والاستبداد .
لكن سرعان ما تتحول الانقلابات الى نسخة محدثة من الحكم الدكتاتوري الذي سبقه وتتلاشا كل الشعارات والاهداف بين جدران القصور الفارهة والمناصب الساحرة ويكون الهم الوحيد هو كيفية المحافظة على الكرسي وقمع كل ما من شأنه ان يهدد النظام الجديد ,,,,
كم تمنينا كمثقفين ان تهب رياح التغير في بلداننا العربية ومنها العراق متأثرين بالتجارب الديمقراطية التي حدثت في اوربا والتبادل السلمي للسلطة وحكم الشعب لنفسه والتأسيس لدولة المؤسسات الحقيقية والتخلص من تراكمات الحكم الفاسد .
وبعد ان تحقق الحلم بسقوط صنم الاستبداد في 4/9 /2003 والايذان بعصر جديد لحكم الشعب لنفسه وتطبيق كل النظريات العريقة في الديمقراطية والمساواة وقبول الاخر لمجتمع قابل للتغير الايجابي ,,,وطي صفحة مظلمة من تاريخ دموي يعج بالانقلابات العسكرية وهيمنة العسكر على المشهد السياسي وحكم الشعوب وعسكرة المجتمع وتغليب لغة السلاح على كل اللغات ,,,,لقد كنا واهمين ان الاديولجية العربية هي شبيهة لمثيلاتها من الافكار والقيم في بلدان العالم الاخرى اي بعبارة ادق قابلة للتغير وتبني نهج ديمقراطي يقبل بمبدأ المشاركة في بناء الدولة والحكم الرشيد وقبول الرأي والرأي الاخر .
كونها ليس وليدة الصدفة او جائت من فراغ بل مستندة لتاريخ ورسالة سماوية ختم الله بها الرسالات السماوية ، وتعاليم الدين الحنيف وحباها الله بقائد اسمه محمد (ص) اسس لبناء دولة المؤسسات قبل 1400 عام ، والكلام يطول في سرد الكثير من الدلائل لحضارة اسلامية عريقة ذات فكر وعقيدة قادرة على التعايش في كل الازمان .
وبعد ان تحقق ما كنا نصبوا له واصبح زمام الامر بيد الشعب وطويت نظرية الانقلابات .
برزت حقائق كانت خافية على الجميع الاوهي العقلية العربية والفكر العربي الذي لا يستطيع الخروج من تراكمات ارث طويل يمتد مع امتداد الصحراء استمد افكاره من واقع فرض نفسه بقوة في التركيبة الفسيولجية المكونة للعقلية العربية المؤمنة بنظرية القبيلة والقائد والزعيم والامام والشيخ والامير والبطل .
ولهذا السبب لم تصمد كل النظريات وتجارب الامم امامها .
وخير مثال الفوضى العارمة التي يعيشها العراق منذ ٢٠٠٣بعد سقوط الصنم وهبوب رياح التغير منطلقة من العراق مارة بتونس والقاهرة وطرابلس ودمشق وصنعاء.
والنتيجة ؟
مع كل يوم يمر تزداد شلالات الدم تدفقاً والامر يأول من سيء الى اسوأ ولا امل لذلك الضوء في نهاية النفق .
وعليه نستطيع ان نجزم اننا اليوم بأمس الحاجة الى بيان رقم واحد والقبول مرغمين بببيت الطاعة والارتماء بأحضان العسكر راضين بقواعد الدولة العميقة و التهيء لحزم حقائبنا والعودة من نزهتنا الحمراء ,
على امل ان ياتي ذلك اليوم وشعوبنا تحيا بلا جلاد …..