لم يكن يوم العشرين من نيسان يوماً عادياً لشعب العراق، برغم الظروف الامنية السيئة والمصاعب فأن الشعب قال كلمته اولاً واخيراً، عبر ثور الاصابع البنفسجية، مع ان نسبة الناخبين يوم الاقتراع لم تصل الى مستوى الطموح مقارنةً مع ما موجود من اعداد يحق لهم الانتخاب هل هي بسبب العزوف ام سجل الناخبين وحظر التجوال فمن المسؤول؟
قد استفاد البعض من قلة الاصوات وتضرر البعض الاخر، وهناك رؤيا بهذا الموضوع ،لكن الملفت للانتباه هي انها اعطت مؤشر للانتخابات القادمة، الى جانب عزوف عدد كبير من قبل العراقيين عن الانتخابات لفقدانهم الثقة بعدم وجود تحسناً في وضعهم المعاشي والخدمي ما جعلهم غير مكترثين للعملية الانتخابية هذا من جهة ومن جهة اخرى ان النتائج التي تم الاعلان عنها اول امس من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات سوف تحدث تغييراً في خارطة الحكومات المحلية للمحافظات مما جعل الانتخابات ناجحة لتحقيق هدفها المتمثل في تناقل السلطات وان الشعب اختار المرشحين الفائزين .
ان العملية السياسية بكل السلبيات الموجودة على ما يبدو انها تتقدم، وافرازات الانتخابات مهمة جداً، فالمواطن ينتظر من الفائزين اخذ دورهم الاساسي بتقديم الخدمات لانه لم يلمس الشيء الكثير من الحكومات السابقة، لاسباب عديدة قد تكون سياسات الحكومة في مقدمتها مع عجز بعض مجالس المحافظات عن تقديم الخدمات يضاف اليه تبعيتهم السياسية وتأثيرها على مواقفهم .
ان الشعب هو مصدر القوة وما حدث في محافظة ميسان خير دليل على ذلك، فلم يكن الفضل لقائمة الاحرار بشكل رئيسي وانما يرجع الى علي دواي الذي لم يترك بدلة العمل مع انه رئيس مجلس محافظة، وان المواطن الميساني اصبح يفتخر به لانه احدث تغييراً فعلياً نحو الاحسن في هذه المدينة المنسية، فعلى الكل ان يحذو حذوه لتقديم ما هو افضل لهذا الشعب الغني بموارده والفقير بخدماته.
الحكومة لها دور كبير وتتحمل جانب من نجاح او فشل مجالس المحافظات، والسؤال هنا هل ستحبط الحكومة برامج الفائزين؟ ام ستأتي الانتخابات المقبلة بعد اربعة سنوات والموجودين لم يحققوا شيء.
فلا بد للحكومة من تهيئة الارضية المناسبة لعمل مجالس المحافظات، بالاضافة الى الدعم اللوجستي الاخرالمتمثل في اقرار القرارات المناسبة والقوانين وتوفير الاموال اللازمة لعملهم، فالفائزين يحدوهم الامل لخدمة وطنهم ومدنهم .