18 ديسمبر، 2024 11:03 م

هل نجحت إيران بجعل جنوب العراق كجنوب لبنان؟

هل نجحت إيران بجعل جنوب العراق كجنوب لبنان؟

في جنوب لبنان هناك قوتان ميليشاوية هي حزب الله وحركة أمل، وتعتبر جنوب لبنان وجزء من مناطق بيروت هي الحاضنة الرئيسية لهذين الحركتين وخاصة الضاحية ضمن حدود بيروت، ومعروف أهداف ومبادئ حزب الله وإتباعة ولاية الفقيه فقهياً والإلتزام ما يصدر عنه من فتاوي، إضافة لم يخفي حزب الله تمويله مالياً وتسليحياً من إيران، بل أعلنها علناً أمام العالم، نهج حزب الله القوة بالقوة والعنف بالعنف، عكس حليفة حركة أمل هو ايديولوجية التفاهم والتحاور، وبالرغم من ذلك فهم معاً قوة عسكرية منفصلة عن قرارات الدولة، وعقبة كبيرة في تشكيل حكومة إلا بموافقتهم وعلى الطريقة الذي ترضيهم، ولذلك يعاني لبنان من نظام طائفي مقيت، وفي نفس الوقت النظام الطائفي المتعدد، أفرغوا ميزانية الدولة وتركوا الشعب على حافة إنهيار التام ودولة مهدمة الأركان ولا يعنيهم الشعب اللبناني بشيء.

جنوب العراق هو الحاضنة الكبيرة لجميع الميليشيات والأحزاب الإسلامية الموالية لإيران مع جزء من بغداد ومدينة الثورة هي الحاضنة الكبرى لهذة الميليشيات، الإختلاف عن جنوب لبنان والضاحية، في لبنان حزب الله وحركة أمل لا ثالث لهم، وفي العراق مئات الميليشيات ومئات الأحزاب والجهتين في لبنان والعراق ينفذون اجندات إيران، سؤالنا هل نجحت إيران بإستنساخ تجربة لبنان في العراق والسيطرة الكاملة على جنوب العراق؟ مانراه يدل نجاحها بالتحكم الكامل في جنوب العراق بواسطة ميليشياتها كما نجحت في السيطرة الكاملة على جنوب لبنان، لذا المتتبع لإحداث لبنان يوعز السبب الحقيقي لعدم نجاح أي ثورة أو إنتفاضة بسبب النظام الطائفي، لإن ليس من المعقول أن ينتفض جنوب لبنان والضاحية المعقل الرئيسي لحزب الله ضد حزب الله وحركة أمل وهم في خوف من الإنظمة الطائفية الأخرى وهم لهم تجربة في ماآلت الية لبنان من حرب أهلية والإقتتال الطائفي سابقاً، ولا تستطيع طائفة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بإلأنتفاضة ضد حزب الله وحركة أمل أو الإنفاضة ضد رئيس يمثلهم، أيضا لنفس السبب الذي ذكرته إعلاه، وكذلك طائفة رئيس الجمهورية عون، وكذلك تخوف الطوائف الأخرى، لذا من المستحيلات نجاح الثورة أو أنتفاضة في لبنان والدليل أي إنتفاضة تأخذ منحى معاكس والمتضرر الوحيد الشعب.

العراق يختلف نوعاً ما عن لبنان ولا حظنا كيف نجحت ثورة تشرين لو لا الخيانة من داخلها والإلتفاف على مطالبها وتذويبها، لكون لا يوجد نزاع بين الجنوب وغربه وشمالة والطائفية فقط داخل الميليشيات وأتباعها والأحزاب وأتباعها، أما الشعب مترابط وتوجد مودة ومحبة بين أطياف الشعب العراقي، رغم إيران فعلت كل ما تستطيع بزرع بذرة الطائفية شبيهه بطائفية لبنان، لكن لم تنجح ولكن نجحت بتحكم الميليشيات بجنوب العراق رغم تعددها الكبير لكن الهدف واحد هو السيطرة الكاملة على جنوب العراق، مع تنفيذ سياسة إيران القذرة ومخططاتها الشيطانية في المنطقة، لو خُليتْ لبنان والعراق من الميليشيات لكان شُكلتْ حكومة ديمقراطية يعيش جميع أطياف الشعب في أمان والقانون فوق كل شيء، لكن وجود هذة الميليشيات في المنطقة الممتدة من العراق للبنان، فقط لخدمة مصالح ومآرب إيران ليس لهدف معين سوى زعزعة المنطقة وجعلها على صفيح ساخن، والدليل لا توجد حكومة مستقرة في العراق ولبنان، ولا توجد معيشة ميسورة لشعوبها، وحتى تشكيل الحكومة لا تتم إلا بشروط ومواصفات ترضى الطرفين من الميليشيات إن كانت في لبنان والعراق وهذة الشروط للحكومة لا لمحاربة الفساد ولا تحسين الوضع المعيشي للشعب، بل فقط عدم نزع السلاح لكون حسب ما يدعون يمثلون محور المقاومة في المنطقة من أي إعتداء إسرائيلي.

لا حظنا في الفترة الأخيرة تغير خطاب وتصريحات زعماء هذة الميليشيات في العراق، أصبحت شبيهه بخطابات حسن نصر الله. محور المقاومة وإخراج المحتل وهُم يعلمون المحتل هو من أتى بإشباه هذة الرجال للتحكم بالعراق وخيانتها بإدخال إيران للتحكم وتتدخل في شؤون العراق، وعلى طريقة حزب الله اللبناني وخطاباته المكوكية، زعماء الميليشيات الإيرانية في العراق ولإجل البقاء والإستمرارية تحولت الى محاور مقاومة لدرء الخطر الأمريكي، ولو فرضنا تم إنسحاب القوات الأمريكية من العراق ستغير الخطاب الى تحرير القدس لكي تستمر في خيانتها وعملاتها لإيران وهذا ما يسمى الأحتيال على الجماهير لإجل البقاء، سيبقى لبنان والعراق وتلحق بها سوريا واليمن على محور الأزمات وستبقى شعوبها تعاني من وجود هذة الآفات الذي سلبت حرية الإنسان وكرامتة، الذي لم تعطي لهذة الدول سوى الفقر والجهل والتخلف وبحور من الدماء لتحقيق نواياها الدنيئة في المنطقة.