19 يونيو، 2024 1:09 م
Search
Close this search box.

هل نتنياهو في مهبّ الريح .!؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

  ربما او قد يغدو في العنوان اعلاه مسحةً أدبيةً – تعبيرية    محدودة ( ولعلّه اكثر او أقلّ منها قليلاً ) , لكنّ مجمل وتفاصيل ذلك قد تجمع بإختزالٍ مُركّز لحقيقة ما يحيط بنتنياهو من كلّ زاوية وبما فيها زواياً ما غير مرئيّة .!

  ينبغي الإقرار هنا اوّلاً أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا لا يمتلك او يفتقد لثقافة وكرامة ! الإستقالة والإبتعاد عن السلطة بأقصى المسافات الماراثونية وغير الماراثونية , بل العكس المعاكس من كلّ ذلك , وتدخل هنا بعض أبعاد اعتبارات السايكولوجيا والسوسيولوجيا السياسية بما أبعد من تنظيراتها الأكاديمية , والى الحدّ الذي يجعل القرّاء على تبنّي تصوّراتٍ مسبقة وآنيّة مشددة بأنّ نتنياهو لا يؤمن حتى بالديانة اليهودية ومفرداتها .! < بغضّ النظر عن دقّة او عدم دقّة التوراة الحالية .! وهذا ليس شأننا هنا او سواه في مجالاتٍ أخريات .!

نرى أننا اضطررنا للإبتعاد ” قليلاً ” عن فحوى الموضوع وبمبررات قد لا تظهر دفعةً او مرّةً واحدة , وربما بتدرّجٍ غير متدرّج .!  

   اذ لا نستخدم هنا عبارة ” المجتمع الدولي ” التي نتحفّظ على دقّة تعبيرها الفضفاض , لكنه بالفعل فعموم المجتمع الدولي في الغرب بشكلٍ خاصّ والرأي العام العالمي يتقاطع وبالضدّ من سياسة التقتيل بالجملة التي يتبناها نتنياهو , الأهم او ما يوازي ذلك فإنّ دول اوربا وبما فيها الولايات المتحدة < التي تمارس الأزدواجية العارية في التعامل مع اسرائيل ودونما اكتراثٍ لأيّ اعتبارات ! > , اذ في المجمل أنّ العالم صار على عجالةٍ للتخلّص من حرب غزة , بغية التفرّغ لتصعيد التصعيد مع روسيا , وقد بدأوا عملياً بإخراج منظومات الصواريخ النووية من تحت الأرض , ليس كأجراءٍ وقائي فحسب بل كردّ فعل مماثل لنهج السياسة النووية التي بدأت موسكو بإتباعها حديثاً … ربما لم يكن العنوان دقيقاً بالقول أنّ بنيامين نتنياهو في مهبّ الريح , ولعلّه من زاويةً ما القول أنّه في مهبّ العواصف .! لكنما اعتبارات الإعلام لا تساعد في التصعيد عبرَ الكلمات , انّما أقلّ ما يدلّ على ذلك فلا يقتصر على كثافة وحجم التظاهرات الإحتجاجية للجمهور الأسرائيلي التي انتقلت بحركة نوعية من المطالبة بالتفاوض غير المباشر مع حماس لإعادة الرهائن او الأسرى الى حالةٍ متقدّمة بإسقاط نتنياهو عن سدّة الحكم , وهذا الحراك الجديد آخذ في التوسّع والإنتشار ( وربما يصل نوعياً – نسبياً والى حدٍ ما بالتظاهرات الجماهيرية للشعب المصري التي ارغمت حسني مبارك على التنحّي عن السلطة , ومغادرته القاهرة كلياً الى مصيف شرم الشيخ على البحر الأحمر .! ) , برغم أنّ ذلك سابق لأوانه قليلاً على صعيد الشارع الأسرائيلي .

 وفي سلسلة التفاقم المحيطة بالضد من رئيس الوزراء الأسرائيلي , فالمسألة ” وفي احدى جوانبها ” , فلا تقتصر على حلّ نتنياهو لمجلس الحرب الذي كان يتولى ادارته منذ بدايتها , إنّما في ردود الأفعال المرتقبة لأعضاء هذا المجلس وتجريدهم من نفوذهم العسكري – السياسي , وما قد يترتّب على ذلك في الأفق الأرضي القريب .! , إنّ الخلافات والإختلافات القائمة مع بعض الوزراء السياديين ومع بعض جنرالات الحرب تؤشّر أنّ نتنياهو لم يجيد ممارسة اللعبة .! ولا يتحسّب لأصدائها وأبعادها القريبة والبعيدة .

ايضاً , ومن جانبٍ آخرٍ او من ناحيةٍ اخرى أبعد قليلاً , فإنّ الغاء رئيس وزراء اسرائيلي لقرارٍ من كبار القادة العسكريين < جرى اعلانه  في الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية الأخرى في الأيام القلائل الأخيرة > , لوقف اطلاق النار في جنوب رفح ” منذ الصباح الباكر لذلك اليوم والى وقت المغرب ” ليس بذريعة وزعم ادخال مساعدات انسانية للفلسطينيين , وانما للملمة وتضميد جراح الجند والضباط , وسحب الدبابات والمدرعات المدمّرة واعادة التنظيم , وسيّما دون التعرّض لنيران اسلحة المقاومة الفلسطينية اثناء تلك الهدنة التكتيكية , فأنّه قرارٌ متعجّل بإيقاف ذلك ودونما اعتبارٍ للإنعكاسات العسكرية والنفسية لهؤلاء الجنرالات في اتخاذهم لذلك القرار الذي أملته الأعتبارات العسكرية – المهنية المجرّدة

   ثُمَّ , وبأخذٍ بنظر الإعتبار المعتبر لما تفرضه الرقابة العسكرية الإسرائيلية عن خسائر الجيش الأسرائيلي , ومديات التذمّر لإستدعاء الجنود الأحتياط وزجّهم في معارك غزّة الدامية والدموية , وحتى بتجاوزٍ لتفاصيلٍ أخريات تحيط بنتنياهو بكلّ زاويةٍ خارجية وداخليةٍ , وبعمقٍ داخليٍ اكثر .! , وإذ لا نحبّذ استخدام احدى الأمثال التراثية – العربية بأنّه اضحى ” على قاب قوسين من السقوط او الإسقاط والتسقيط ” , لكنّ السُنَنْ السياسية والإجتماعية وسواها تُجمِع على نهايته وانتهائه الذي لابدّ منه .! , ويبقى القول وبتراجيديا محزنة ومؤسفة أنّ وقود وذخيرة الماكنة الحربية الإسرائيلية في الإبادة الأكثر من  جماعية للآلاف المؤلّفة من الشعب الفلسطيني هو ” جو بايدن ” بالدرجة الأولى , وهذه مسخرة النظام الدولي الجديد , بكلّ حذافيرها الأمريكية المتصدّئة .!          

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب