21 مايو، 2024 12:09 ص
Search
Close this search box.

هل نتقاتل أم نقاتل داعش

Facebook
Twitter
LinkedIn

في كل يوم نشهد افرازات جديدة تسطو على السطح وكأنها مصممة ضمن ستراتيجية مخفية ومخيفة في آن واحد وربما ضمن سيناريو متكامل مؤجل ومتوقف عن التنفيذ الى حين ظهور الحدث الذي يرتأون او انهم يعرفون توقيته لينطلقوا معها لاثارة جملة من المعطيات والكثير منها لاتسر ولا ترتقي الى المسؤولية التاريخية التي يمر بها الشعب العراقي بل ليس للشعب ناقة فيها ولا جمل ولكن انعكاساتها مصممة لايذاء كل فئات وطبقات وقوميات ومذاهب العراقيين مع وقف التنفيذ للكتل السياسية التي باءت تعبث بمقدرات هذا الشعب المبتلى بسياسات حكامها من ساسيي الصدفة
ان من اسباب سيطرة تنظيم داعش على اجزاء من مدن العراق هي  الاختلافات السياسية والمصالح الحزبية الضيقة والتشبث بأفكار وهمية نزعت من القلب الروحية الوطنية وصيرتها خلافات مذهبية وهي بعيدة عن روح الاسلام ومبادئه وسماته السمحة الصافية البعيدة عن الضغائن والاحقاد والقتل والارهاب فاستغلت داعش الازمات المفتعلة من قبل السياسيين الذين لم يفكروا الا بمصالحهم وبالمحافظة على مناصبهم التي تدر عليهم الدولارات كزخات المطر وابناء الوطن مشردون يعيشون في الخيم وفي حالة يرثى لها في حين كنا نتأمل من الحكومة والبرلمان ان يضعوا خطة لعقد اجتماعاتهم بين فترة واخرى في مخيمات النازحين الذين فقدوا بيوتهم وما يملكون بسبب ضعف اداء من يمثلونهم الذين اليوم منشغلون بأمور لاعلاقة لها بالشعب ومصالحها ، ان البلد اليوم في ازمة حقيقية واحتراب عميق بين الكتل السياسية التي تقاتل بعضها البعض بل وانضم اليهم بعض رؤوساء عشائر الفنادق التي تنادي بالقيادة واغلب هؤلاء خارج مدنهم المحتلة من قبل داعش في حين  عليها تجاوز كل خلافاتها للوقوف صفا واحدا بوجه داعش ومحاربته وتحرير مدنهم من سطوتها واذاها.
ان ما يحزننا اليوم ان نرى القادة السياسيين ورؤوساء العشائر في تصادم مستمر بينهم بدلا من توحيد صفوفهم واستثمارها لصد الدواعش الذين عاثوا في الارض فسادا بل ان اختلافاتهم في هذه المرحلة هي جزء من مخطط داعشي لتفتيت البلد ،ان المنطق يفرض على الجميع تأجيل الخلافات والمناكفات الى ما بعد تحرير المدن من سطوة داعش لان النهج الداعشي مصمم على حرق الاخضر بحساب اليابس ان صح التعبير اي بمعنى قطع اوصال الجميع اي كل الطوائف والمذاهب والقوميات بل ونحر العراق من شماله الى جنوبه ومشاهد القتل اليومي وحرق المكتبات وهدم اسس الحضارة والمزارات خير دليل على ان الجميع في المرمى .
ان خلافاتنا واختلافنا لم يرتق الى خلافنا العميق مع الفكر الداعشي الذي يبغي احداث الشرخ في صفوف ابناء البلد كي يسهل عليه ابتلاعنا بسلة واحدة كما هي سلة تشريعات البرلمان وقوانينها التي يراد لها ان تكون بسلة واحدة .
ان حالة البلد ومع اشتداد الهجمة الشرسة عليه يتطلب تضافر الجهود وحشد كل الامكانات المتاحة ومن ذلك المصالحة الوطنية الحقيقية والمشاركة الجمعية في قرارات الدولة والتعاون مع الاجهزة الامنية وقوات البيشمركة وتشكيل جبهة وطنية حقيقية بصبغة عراقية لمقاتلة داعش وابعاد شبح خطورتها ومن ثم العمل على اعادة النازحين الى مساكنهم واعمار ما دمرته الحروب والاهتمام ببناء دولة يسودها القانون الى جانب الاهتمام بالبنية التحتية وتطوير واقع الشعب الذي ضحى وايجاد فرص العمل للعاطلين وتعويض المتضررين .
ان الوحدة الوطنية التي نبغيها هي وحدة الشعب وليست وحدة الاحزاب والكتل السياسية التي تتناحر على الشاشات وامام الفضائيات ولكنها متفقة بينها والخاسر الاوحد هو الشعب ان حشد الامكانات العسكرية من مقاتلي الاجهزة الامنية وابناء العشائر وكذلك الحشد الشعبي ضرورة تمليها الواقع المعاش واذا كان هنالك نفر ضال من الحشد الشعبي قد قاموا بسرقة الدور وتفجيرها في بعض المناطق لابد للدولة ان تضع حدا لهم وان تقدمهم الى المحاكم الاصولية لينالوا جزائهم العادل لما اقترفته اياديهم من اثام بحق العراق اولا وشعبه ثانيا والى المرجعيات الدينية ثالثا لان المرجعية نادت الى الجهاد وليس الاعتداء على ارواح وممتلكات الآمنين ولابد للمسؤولين عن الحشد الى وضع ضوابط كي لاتعاد نفس الخروقات والتي اثرت بشكل كبير على سمعة ووطنية وتضحيات الحشد الشعبي .
ان ابناء الرمادي ينتظرون ساعة العودة الى ديارهم وليس امامهم غير هذا الخيار وعليه لابد من رؤوساء العشائر الى اتخاذ موقف موحد وان يتألفوا ويستجمعوا قواهم لمقاتلة داعش وليس الاقتتال فيما بينهم حتى على الصعيد الاعلامي لان داعش هي المستفيدة من كل ذلك بل وتعمل على تصعيد وتائر الحقد والضغينة بين ابناء الشعب كي تكون لقمة سائغة لها لبسط نفوذها .
ويبقى السؤال هل نتقاتل فيما بيننا في هذا الظرف الدقيق من حياة بلدنا وشعبنا أم نتوحد ونوحد جهودنا لمقاتلة عدونا المشترك ويقينا توحدنا سلاح ماض لتفتيت اوصال عدونا واقولها بصدق لنتوحد ولست بحذام ولكن اذكركم واقول (  اذا قالت حذام فصدقوها فالقول ما قالت حذام ) وموعدنا مع النصر المؤزر باذنه تعالى بعد ان نعتصم بحبل الله جميعا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب