17 نوفمبر، 2024 1:52 م
Search
Close this search box.

هل نترك مستقبلنا يتدحرج نحو المجهول ؟؟ *

هل نترك مستقبلنا يتدحرج نحو المجهول ؟؟ *

استوقفتني كثيراً افتتاحية ( الكلمة الحرة ) في عددها الصادر بتاريخ 16/ 8 / 2018 والتي كانت تحت عنوان ( هل نترك مستقبلنا يتدحرج نحو المجهول ؟ ) بقلم السيد رئيس التحرير الدكتور ماجد أسد .. وقد حرّكتْ في داخلي شجونا وآلاماً وتساؤلات ، فقررت ان اكتب تعقيبا عن الافتتاحية ، فتشتُ في دفاتري واوراقي وذاكرتي عن عنوان لمقالي هذا فلم اجد أبلغ وافصح من عنوان الافتتاحية فكان القرار ان يكون عنوان المقال هو نفس عنوان الافتتاحية فمعذرة ربما تجاوزتُ وكسرتُ قواعد العمل الصحفي ….. لقد اصاب الدكتور ماجد اسد كبد الحقيقة في سؤاله وهو سؤال وعنوان لمقالٍ ، لكنني اراه غير ذلك تماما ، اراه ( كتابا ) بليغا سطّر فيه كاتبه بمداد معاناته واحساسه الوطني العميق عن محنة الوطن طيلة خمسة عشر عاما عجافا من الاسى والالم والقتل والجوع والحرمان والضياع ناهيكم عن انين الكلمات التي مازال صداها ( يرن ) في مسامعنا …. ودموع الامهات الثكالى والايتام والخراب والفساد … خمسة عشر عاما جاءنا بها قدرنا الاغبر مستصحبا معه ثلة من جهلة السياسة وانصاف السياسيين والمنتفعين والانتهازيين والمنافقين وجثموا على صدورنا في غفلة من الزمن ….. لافُضَّ فوك أيها ( الأسد ) دكتور ماجد وانت تختصر حقبة زمنية سوداء في بعض كلمات ، لكن أيّة كلمات ، انها البلاغة بعينها وانها الفصاحة …. وانها الشافية الوافية والتي وضعت اصبعك فيها على الجراحات .. كنتَ تتساءل عن المستقبل المجهول ، نعم فأي مستقبل ينتظرنا وينتظر الاجيال القادمة ؟؟ ونحن عشنا ونعيش سنوات اختلط فيها الحابل بالنابل واختلط الدم بالتراب وقُتل فيها الابرياء ودُفن الاحياء وبيعت النساء في سوق النخاسة من قبل برابرة العصر … نعم ايها ( الأسد ) دكتور ماجد فلقد صدقتَ فنحن نتدحرج نحو المجهول ….. سنوات عجاف أكلَتْ ونحتتْ من ( جرف ) عمرنا الكثير ، وخلّفتْ وراءها ( كروشا ) ممتلئة بالسحت الحرام حيث سرقوا لقمة الأيتام والجياع الذين يبحثون في المزابل عن لقمة تسد رمقهم ويسكنون المقابر وفي بيوت من الصفيح …. سنوات عجاف خلّفتْ جيوشا ( يتناسلون ) من الفاسدين والسراق الذين يصلّون في الليل ويسرقون في النهار وهم يلبسون ثياب ( الشاة ) لكن في داخلهم ( ذئب ) مفترس ، وبسببهم ضاع الوطن ونُهبت خيراتُه وثرواته وبسبب البعض منهم قُطِعتْ المئات من الرؤوس والقاتل يصرخ (الله اكبر ) والمقتول يصرخ (الله اكبر) …. سنوات خلّفت ازمات تعقبها ازمات بسبب سوء الادارة وعدم وجود الارادة الوطنية . وفي ظل هكذا فوضى نسأل :: مَن المسؤول عن كل ذلك الخراب والدمار وتلك المآسي ؟؟ السياسيون الطارئون الذين تربعوا على رقابنا هم السبب لانهم لايملكون مشروعا وطنيا المهم عندهم مصالحهم الشخصية ومصالح اسيادهم في الداخل والخارج وغياب الضمير والوطنية والانسانية هذه الثلاثية المقدسة التي اصبحت عملة نادرة وبسبب غياب هذه الثلاثية اصبحت لدينا عملية سياسة عرجاء دفع ثمن عوقها المواطن المسكين .. والان وفي ظل اجواء مشحونة وصراعات محمومة والحرب على المناصب ، هل من الممكن ان نتفاءل ؟؟ ومن اين يأتي التفاؤل وبوصلة المستقبل تؤشر بأنه ( يتدحرج نحو المجهول ) …
………………………..
*عنوان افتتاحية ( الكلمة الحرة ) بتاريخ 16/ 8 / 2018 بقلم الدكتور ماجد أسد رئيس التحرير

أحدث المقالات