سقط الاتحاد السوفيتي بسبب العوامل الاقتصادية وعدم قدرته على تحمل تكاليف الاستمرار في حرب باردة مكلفة وتطوير مستمر للاسلحة ونشر قوات في مساحات شاسعة وفي دول عديدة..
لم يسقط يسبب نقص الاسلحة بل كانت لديه اسلحة نووية استراتيجة تتفوق على الجميع. لكن لم يكن من الممكن استخدامها لابتزاز العالم او لايقاف تطور الخصوم..
الولايات المتحدة ادركت انها لاتستطيع الاستمرار في سياسة القطب الواحد وادارة شؤون العالم والانتشار في كل مكان وحماية اوربا واليابان وغيرها..
اصبح ذلك مرهقاً لاقتصادها واصبحت تغرق في ديون هائلة وغير مسبوقة وانها على طريق الافلاس الحتمي والعجز عن الايفاء بالتزاماتها كدولة محترمة ذات مصداقية. وهذا ما اشار اليه ايلون ماسك في احدى المقابلات.
منافسي الولايات المتحدة وابرزهم الصين يحققون نمواً مضطرداً في مجال النمو الاقتصادي وفي مجال التكنولوجيا، والولايات المتحدة لاتستطيع ولاتملك الحق بايقاف ذلك النمو..
كما ان تخصيص موارد ضخمة للجوانب العسكرية لايسمح للولايات المتحدة بتخصيص ماهو مطلوب لتجاوز تقدم اولئك المنافسين..
لذلك ، وكما يبدو، فان الولايات المتحدة قررت اجراء تغيير كبير في استراتيجياتها واعادة ترتيب تحالفاتها من النواحي
الاقتصادية والتجارية والعسكرية والسياسية بموجب مايعرف بالبراغماتية الامريكية..
انها كما يبدو بصدد قبول عالم متعدد الاقطاب تتشارك فيه مع دول عظمى اخرى في ادارة شؤون العالم..