23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

هل من عبد الرحمن سوار الذهب عراقي ؟

هل من عبد الرحمن سوار الذهب عراقي ؟

الضابط السوداني عبد الرحمن سوار الذهب قاد انقلابا عسكريا في السودان أثناء انتفاضة نيسان عام 1985 وأدار شؤون الدولة مؤقتا، أقام انتخابات ثم سلم بعدها الحكم الى الحكومة المنتخبة في العام التالي ( ليته لم يفعل). دخل سوار الذهب التاريخ العربي كأول ضابط عسكري يقود انقلابا عسكريا ويترأس السلطة لكنه يسلمها سلميا لحكومة منتخبة.
خلال الثلاث عشرة سنة الماضية، مر العراق بمآسي لايمكن وصفها للحد الذي جعل اشد معارضي نظام صدام حسين، يترحم على ايامه بل ويندم حتى على اشتراكه في نشاطات معارضة لنظامه.
جعلنا حكم حزب الدعوة وغياب المعارضة الوطنية الناضجة نضطر الى المفاضلة بين جيف حزبي البعث و الدعوة وبالله أقسم ان جيفة “حزب الدعوة الاسلامية” الحاكم ازكمت انوفنا كما لم تفعل جيفة حزب “البعث العربي الاشتراكي” من قبله –فليرمني المتأسلمون بتهمة الانتماء للبعث كما هي عادتهم كلما شجب أحد فسادهم وجرائمهم.
من أهم الاسباب التي جعلت قادة حزب الدعوة يتمادون الى هذا الحد هو نجاحهم في توريط كل الكتل السياسية العراقية في الفساد والجريمة ( اقصد جميع الكتل السنية والشيعية والكردية وحتى الافراد الذي يفترض انهم يمثلون الاقليات) فبدت انتقادات هذه الكتل لحكومات حزب الدعوة المتتالية خجولة ومبهمة لم ترتق الى تسمية الفاسد الأول في العراق نوري المالكي ولا حتى الجهة التي تدعمه ( ايران وميليشيات الخزعلي والمهندس و,الى مدى اقل, العامري).
بعد ان تخلى حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي عن ثلث العراق لمصلحة داعش نكاية بشركاءه السنة الذين لم يرضوا بحصتهم من الغنيمة – كان الوقت متأخرا على اغداق اكثر من مليار دولار على صالح المطلك بحجة مساعدة النازحين والمهجرين وفي الحقيقة كانت هي ثمنا للتصويت بنعم للولاية الثالثةز
لم يكتف حزب الدعوة بكنس خزائن العراق وقتل اهله وتسليم ارضه الى الارهابيين فحسب، بل حاول سرقة مستقبل الأجيال العراقية من خلال الاستقراض على اساس التسديد بالآجل لكنه لم ينجح في ذلك- شكرا للآلهة-
بعد ان يأس الشعب العراقي من اي أمل في التغيير صار يبحث عن اي قشة للنجاة للحد الذي صار يرجو “مرقا من طبخ الفأس كما يقول المثل الشعبي” فابتشر خيرا بالاعتصام الذي
حصل في البرلمان العراقي – رغم ان بعض قادته مالكيو الولاء وفاسدون باعترافهم كحنان كومييشنات وتسعان الجبوري وكاظم الصيادي.
بعد ان وظف المالكي الآلاف في القنوات التلفزيونية ووسائل الاعلام الاخرى ومواقع التواصل الاجتماعي -لازالوا يتقاضون رواتبهم من حكومة العبادي- نجح رئيس حزب الدعوة “العميل لايران” في قلب الحقائق فصارت الثورة شغب والمطالبة بالحقوق المشروعة ارهاب والتظاهر السلمي خروج على القوانين وعدم احترام هيبة الدولة وتاليا صار الجميع يطالب بمحاكمة وسجن شاب صدري صور نفسه جالسا على “قنفة البرلمان ” وتبرئة حوت الفساد وخراب العراق الأول نوري المالكي.
الأمر الآخر الذي تميزت به العملية السياسية بعد عام 2003 هو الظاهرة “المقتدائية” فلقد حير “السيد” العالم بستراتيجياته لا بنجاعتها بل بتشوشها وتناقضاتها, أكاد اجزم هو نفسه لايعرف ما هي غاياتها, فدوخت من ضمن مادوخت انصاره قبل اعداءه, الذين يمنعهم “السيد” من الاشتراك في تظاهرات يمكن ان تؤدي الى التغيير المنشود –اجهاضه لتظاهرات شباط 2011 واعطاءه مهلة 100 يوم للفاسد نوري المالكي مثالا- لكنه يدعوهم للتظاهر بين الفينة والاخرى ويورطهم في معامع ثم يقرر مقاطعة السياسة واللجوء لايران – الداعم الرئيسي لخراب العراق وفساد حكوماته- تاركهم فريسة لغريمهم حوت الفساد والخراب العراقي الاول نوري كامل المالكي ثم يعود بعدها “السيد” فيطالب باطلاق سراحهم من السجون.
كان للتيار الصدري وممثليه في البرلمان الدور الرئيسي لاحتفاظ حزب الدعوة برئاسة الحكومات العراقية التي تلت سقوط نظام البعث وكذلك رئاسة التحالف الوطني اذ لم يكن حزب الدعوة ليستطيع جمع الاصوات الكافية داخل كتلة التحالف الوطني وتاليا البرلمان لولا دعم ممثلي كتلة الاحرار.
لذا, والأمر هكذا, لابد من ان نحلم بانقلاب عسكري يقوده سوار ذهب عراقي لتصحيح العملية السياسية ومحاكمة الخونة والمفسدين وعلى راسهم نوري كامل المالكي وابنه وبقية رموز حزب الدعوة الحاكم ورؤساء الكتل المتغانمة/المتحاصصة جميعا وثم اجراء انتخابات وتسليم السلطة للمنتخبين الجدد.