18 ديسمبر، 2024 7:19 م

هل من سبيل الى حركة احتجاج ناجحة ؟

هل من سبيل الى حركة احتجاج ناجحة ؟

سؤال يطرحه الكثيرون مواطنون واحزاب وطنية خاصة بعد انتفاضة تشرين وما قدمته من تضحيات .. شهداء تجاوز عددهم الـ (800 ) متظاهر في بغداد والمحافظات الجنوبية والفرات الاوسط ومعوقين ومغيبين لايعرف احد مصيرهم .. لقد خلقت انتفاضة تشرين 2019 اوضاعاً جديدة حفزت لدى الناس الامل بامكانية الانتصار على احزاب السلطة المحاصصاتية الفاسدة ،لكنها ولاسباب كثيرة لم تستطع ان تنحج في احداث النغيير الجذري المنشود .. وهذا ما دفع ويدفع عدد غير قليل من المواطنين الى حالة قريبة من اليأس وهم يرون البعض يتاجر يدماء الشهداء ما جعلتهم في حيرة وتساؤل مشروع عن جدوى التضحيات والى متى ؟ وكيف يمكن وضع حد لمن يسعى بشتى السبل الى الالتفاف على روح ثورة تشرين سواء من اتخذ من رفع شعارات الثورة وسيلة لتحقيق اغراض شخصية ونفعية او ذاك الذي لم يخف عدائه لمباديء واهداف التشرينيين الوطنية من احزاب السلطة فشن ابشع حملات القمع والتنكيل ؟
ولابد هنا من الاشارة الى عنوان كبيرفي صدر الصفحة الاولى لجريدة ( طريق الشعب ) وهو مالذي يعيق توحيدعمل القوى المدنية للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد ؟ وهو ما حفزني الى كتابة الموضوع اضافة لاجابة النائب المسنقل محمد عنوز الى الصحيفة حيث دعا الى (التوعية باهمية الازاحة الممنهجة والاتيان بمنهج يخدم مصالح الشعب وبالتالي اهمية ان نكون امام عمل احتجاجي ناحج ومثمر وامام قوى قادرة على ان تصل الى مصدر القرار من خلال تعبئة الجماهير بطريقة صحيحة ) .ونحن نتفق مع النائب العنوز على ضرورة التوعية وتعبئة الجماهير غير ان ذلك يحتاج اولاً من القوى والاحزاب والشخصيات الوطنية ان توحد صفوفها اولاً وتعبء نفسها وقواعدها باتجاه هدف وطني كبير وتتجاوز عقد الماضي من اجل ان تكون قادرة على تعبئة الجماهير !
وبعيداً عن المجاملة لابد لنا من الاعتراف بان احد ابرز اسباب فشل القوى والاحزاب والشخصيات الوطنية بمختلف تسمياتها ماركسية او شيوعية او قومية عن توحيد صفوفها يعود الى روح الانا القاتلة عند البعض منهم اضافة الى قصور رؤية البعض للخطر الكبير الذي يشكله بقاء الاحزاب الاسلاموية الطائفية على مستقبل العراق مهيمنة على السلطة ما يجعلها ( اي الاحزاب قصيرة الرؤى ) تبرر اقترابها بين فترة واخرى من احزاب محاصصاتية في حين تستمر بحمل الضغينة والعداء لاحزاب وطنية ..
لقد جرت محاولات متعددة من قبل احزاب وشخصيات وطنية ومنها شخصيات تشرينية باتجاه هدف وحدة الصف وكان لي شرف حضور بعضها غير انها ومع الاسف بقيت تراوح في نفس مكانها من دون ان تتقدم خطوة واحدة لاسباب ثانوية كان يمكن تجاوزها امام هدف انقاذ العراق مما يمر فيه من ازمات سببها المحاصصة واحزابها الفاسدة ..
اليوم امام الاحزاب والشخصيات الوطنية وفي مقدمتها شباب انتفاضة تشرين فرصة الدعوة لحوار وطني موسع هدفه توحيد صفوفها من اجل تنظيم جهودها وتعبئة الجماهير لاجراء التغيير .. والا فان التاريخ لن يرحم من يضع العراقيل امام وحدة وطنية كفيلة باجراء التغيير الجذري والفرصة ما زالت مواتية امام الجميع .