18 ديسمبر، 2024 7:52 م

هل من سبيل الى التغيير في العراق ؟!

هل من سبيل الى التغيير في العراق ؟!

برغم كل مؤاخذاتنا على الانتخابات وقناعتنا بان نتائجها في كل الاحوال لن تخرج عن الاحزاب والتيارات المهيمنة على العملية السياسية ، فانها لن تخلوا من منحنا كمواطنين حسنة او ايجابية بتأكيدها كذبة الديمقراطية المزعومة وزيفها وعدم قناعة اطراف العملية السياسية الفاشلة فيها .. ان طريقة اعتراض الخاسرون من احزاب السلطة على نتائج الانتخابات وعدم اعترافهم بعمل مفوضية الانتخابات تثبت انهم لايؤمنون بتداول سلمي للسلطة ولا بديمقراطية خارج نطاق المحاصصة ولا حتى بسيادة القانون ، كما انها تؤكد بالملموس ان هذه الاحزاب الاسلاموية كانت وما زالت تتلاعب بتفسير القوانين بل انها سبق ان حرفتها وحرفت مواد الدستور برغم ما عليه من مؤاخذات كثيرة وهي لا ترضى الا بتفسيرات تحافظ فيها على ما وهبه اياها المحتل من مناصب وامتيازات.. وفي ضوء ذلك يتساءل الكثيرون هل من سبيل الى التغيير في العراق ؟!
هذا السؤال كان موضع نقاش مستفيض في لقاء جمع الدكتور عبد الصاحب عطيه رئيس الملتقى العراقي للخلاص والقاضي حسين الموسوي والاستاذين عبد الخالق الشاهر وعدنان العزاوي وكان لي شرف حضوره من دون ان تغيب عن اي واحد منا صور شهداء انتفاضة تشرين الباسلة وتضحيات شبابها الابطال ..لم تخرج نتائج المناقشات عن حقيقة بات يرددها كل مواطن بسيط تتلخص باستحالة التغيير بوجود احزاب المحاصصة الطائفية و استمرارتغييب التيارات والاحزاب الوطنية عن المشهد السياسي . وواهم من يعتقد امكانية اجراء اصلاح حقيقي وتغيير من دون معالجة شجاعة لهيكلية العملية السياسية المبنية على المحاصصة .. وهذا لن يتحقق الا باستحضار روح تشرين الانتفاضة في نفوس المواطنين .. روح تشرين النقيه الصافيه الوطنية التي اعادت الى الاذهان مشاهد وصور تاريخ شعبنا في مواجهة اعدائه .. روح تشرينيه ثائرة تلهمنا الحماسة وعدم اليأس والتضحية وتجاوز عقدة الانا التي ما زالت تحكم مواقف بعض الشخصيات الوطنية مع لاسف والارتقاء بالاداء الى مستوى ما يحتاجه الوطن .. هذا باختصار شديد ابرز ما توصلت اليه قناعاتنا المتواضعة وربما يساور البعض الشك في امكانية تحقيق استحضار روحية تشرين خاصة وان ساحات التظاهرات في بغداد والمحافظات تكاد تكون خالية من مظاهر الاحتجاجات السلمية بل ان هنالك من يتسأل بشك وبحسن او سوء نية فيقول ماذا بقي من تشرين ؟!.. وهنا لاندعي معرفتنا تفاصيل دقيقة عن شباب تشرين غير ان حديثاً دار بيني وبين شخصية وطنية عايشت وشاركت وما زالت بفعالية في الانتفاضة اكد فيه ان حماسة شباب تشرين لم تفتر غير انهم لايريدون الخروج الان بتظاهرات فتختلط الاوراق . ويضيف نعم ان انتفاضة تشرين تعرضت لهجمات قاسية كانت اشدها هو انتحال عناصر لشعاراتها واجرائها حوارات مع هذه الجهة او تلك من الاحزاب الطائفية وغيرها باسم الثوار والثوار براء منهم ،لكنها مستمرة وتنتظر الفرصة للخروج ثانية الى ساحات العز في بغداد والمحافظات وتوقف الاحتجاجات وقتي من اجل عدم استغلالها من قبل بعض الجهات وتجييرها لمصالحها .ويواصل حديثه فيقول : انتفاضة تشرين ولدت لتستمر الى ان يحدث التغيير وهي لن تموت بهمة ودعم المخلصين .. والتغيير ات لامحالة مهما طال الزمن وهو ليس منة ولا هبه بل استحقاق والفرصة مواتيه اكثر من اي وقت مضى امام القوى الوطنية لتوحيد صفوفها وقيادة الجماهير التي عبرت عن رفضها للاحزاب الفاسدة وطروحاتها الطائفية والنفعية فهل تستثمرالتيارات والشخصيات الوطنية الفرصة ام تبقى مشتتة متفرقة وعندها لن يرحمها الشعب ولا التاريخ !