حذرت رابطة الشفافية من عمليات تجري للالتفاف بهذا الشكل او ذاك على قرار المحكمة الاتحادية باجراء عمليات العد والفرز واختصارها على عدد معين من الصناديق وهو ما اكدته النائبة الخاسرة حنان الفتلاوي بتغريدة على صفحتها .. ما يعني ان السياسيين الفاسدين مستعدون لاتباع كل الوسائل للحفاظ على مواقعهم التي توفر لهم امتيازات لانظن ان بمقدور اي سياسي صالح او فاسد في كل دول العالم الحصول عليها .. ولا نتجنى على احد من السياسيين اذا قلنا دائما ونكرر ان مجرد خمسة عشر عاما من الخراب الذي حل بالعراق منذ الاحتلال البغيض في 2003 الى الان كافية وحدها لمحاسبتهم واحالتهم للقضاء بتهمة تدمير العراق .. الفضائح التي رافقت الانتخابات الاخيرة هي الاسوأ كما وصفتها وسائل الاعلام الاوربية ، لكنها في كل الاحوال هي نتيجة كتل سياسية هي الافسد والاقبح في كل تاريخ العراق، لذا فان لامعالجة حقيقية ولاتغيير جذري بوجود مثل هؤلاء الذين عاثوا فساداً ولايزالون . ان تصريح رئيس قائمة الفتح هادي العامري الذي انحى فيه بالائمة على ما حصل من تزوير على العبادي ومفوضية الانتخابات ،كما ان تحميل رئيس الوزراء العبادي كتل سياسية مسؤولية ماحصل ، يعطيان نموذجا حيا على طبيعة العلاقة المبنية على الشك وعدم الثقة بين اطراف العملية السياسية ..ما يعني ان الوقت قد آن من اجل حوار وطني جاد كنا نتمنى كمواطنين منذ سنوات ان يعقد بعيدا عن رموز الفساد السياسي الذين صدعوا رؤوسنا بمؤتمرات المصالحة الوطنية التي صرفت عليها المبالغ المالية الباهضة من دون ان تسفر عن نتائج كون غالبية التيارات السياسية المتحكمة بالمشهد والممسكة بالسلطة لاتؤمن اصلا لا بحوار وطني ولا مصالحة وطنية ويسود عقليتها قيم الانتقام والكراهية والحقد .. ندرك جيدا ان مثل هذا الحوار الوطني لايمكن ان يعقد حيث لايمكن ان تسمح الكتل السياسية المتحاصصة على توزيع السلطة به من دون مشاركتها الفاعلة فيه ، لذا فان الانظار تتجه الى دعوة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي التي اعلنها قبل العيد ولاقت ترحيبا من جميع التيارات والشخصيات السياسية والتي اشترط بعضها مشاركة كتل سياسية لم تفز بالانتخابات بل يمكن ان نضيف اليه اهمية دعوة احزاب وشخصيات سياسية معارضة للعملية السياسية شريطة عدم ضلوعها في عمليات ارهابية لكي يكون الجميع امام مسؤوليته لرسم خارطة طريق بناء العراق وانقاذ شعبه من معاناة طويلة لاتنتهي الا بجلوس جميع القوى والشخصيات السياسية الى طاولة الحوار .
ان اطلاق صفة الوطني على اي حوار يحتاج الى تخلي الاطراف السياسية من انانيتها ومحاولة استئثارها بالسلطة ووضع مصلحة الوطن والمواطن في المقام الاول من اهتمامها ولانعلم صراحة كم منهم يمتلك شجاعة اتخاذ مثل هذه الخطوة وهو ما يجعلنا نتساءل هل سيكون مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده جديرا بهذه التسمية بما سيتخذه من قرارات ؟! هذا ما ستجيب عليه مقبلات الايام وقد تكون حبلى بمفاجأت !