من جديد تدخل أمريكا ومعها العالم اجمع بشرقه وغربه ،فصلآ جديدآ من الانتخابات الرئاسية الأمريكية ،وهذه المره وكالعاده تنحصر المنافسة بين مرشحى الرئاسة الأمريكية هما المرشحة هيلارى كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطى، وزوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، والمرشح دونالد ترامب، عن الحزب الجمهورى، رجل الأعمال واسع النفوذ، الذى لم تنجح تصريحاته العنصرية حول اللاجئين والإسلام، فى النيل من شعبيته.
اليوم ومع تطور فصول هذه المنافسة بين مرشحى هذه الانتخابات ،تترقب المنطقة العربية وشعوبها،نتائج هذه الانتخابات ،فسياسة رؤساء الولايات المتحدة الامريكية المتعاقبين ودس أنفهم في كل صغيرة وكبيرة ، وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي مع اسرائيل وتزويدهم لاسرائيل “الصهيونية” بكل مقومات الحياة، والكيل بميزان اعوج ودائمآ الكفة الراجحة فيه تميل لصالح اسرائيل،جعل الشعوب العربية تراقب بحذر مسار ونتائج هذه الانتخابات ،وانعكساتها على مستقبل المنطقة العربية ،وخصوصآ بعدما اصبح نصف موظفي البيت الابيض تابعين لجماعات التأثير الصهيونية او ما يسمى باللوبي الصهيوني في امريكا المعادي للأسلام وللعرب بمختلف انتمائتهم الدينية وتنوع حضاراتهم.
وبالرجوع إلى الرؤساء السابقين، نجد أن اللوبى الصهيونى لعب دورا كبيرا فى صعود وهبوط هؤلاء من امثال رونالد ريجان وبوش الاب وكلينتون وبوش الابن واوباما وغيرهم ، فضلا عن توجيه سياستهم تجاه الشرق الأوسط، فنجد أن ريتشارد نيكسون، الذى تولى حكم أمريكا عام 1969، قد أسهم فى تعزيز نفوذ اللوبى الصهيونى، عن طريق تعيين «هنرى كيسنجر» الألمانى اليهودى الأصل، فى منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي،قد جلب «كيسنجر» أثناء عمله فى البيت الأبيض كمستشار للأمن القومى ووزيرا للخارجية، امتيازات مهمة لصالح دولة إسرائيل المحتلة، كفصل القوات على الجبهة العربية الإسرائيلية عام 1974.
وهنا لايمكن انكار حقيقة مساندت معظم رؤساء أمريكا بمجموعهم العمياء لإسرائيل ودعمهم لعمليات إباده الفلسطينين بل والوقوف ضد أى قرار يقترح فكر إدانة هذه الهمجية الصهيونية ، يجب أن نتذكرحرب أمريكا الحالية على سوريا وقبلها ليبيا والعراق وقبلها لبنان والآلاف من ضحاياها الأبرياء، ومساندة أمريكا لأي حرب إسرائيلية مع العرب منذ عام 1948 وللأن والتاريخ يكتب كل ذلك وهو الشاهد الوحيد على كل هذا، فهناك اليوم الكثير من ابناء الشعوب العربية يرددون مقولة “إن الهزيمة العربية أسمها وسببها امريكا” .
فلا احد ينسى كيف أن بوش الأب قد صرح بنفسه ومباشرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي كحلف يقف في مواجهة حلف الناتو الغربي بقيادة أمريكا، حيث قال بالحرف “العدو الآن هو الإسلام والعرب ويجب اسقاط اسلام العرب”، فأمريكا ترى في الإسلام في الوطن العربي المانع الوحيد الذي يحول بينها وبين السيطرة على امة العرب والمسلمين فوق الكرة الأرضية واستلاب ثرواتها الطبيعية ، فتاريخيآ العالم كله يعلم أن أمريكا قامت كدولة وفق خطة إحلال شعب مكان آخر، إحلال المهاجرين الغربيين بديلا عن شعب الهنود الحمر، السكان الأصليين في أمريكا وأصحابها وملاكها، وبمقارنة سريعة مع كيفية قيام الكيان الصهيوني “إسرائيل” فوق أرض فلسطين سنجد أن الأسلوب في أمريكا وفي فلسطين واحد، وأنه قد خرج من بوتقة الغرب نفسه، تدمير شعب وقتله وإحلال شعب بديل غريب وإقامة وطن وكيان اخر مكانه. ختامآ ،ها نحن اليوم والمنطقة العربية بمجموعها امام ،انتخابات رئاسية أمريكية جديدة ،والنتيجة بالمحصلة ستخرج لنا رئيس جديد ،سيستمر بنهج من سبقوه من رؤساء أمريكا ،وهذا النهج عنوانه تمزيق المنطقة العربية ونهب ثرواتها وتهجير شعوبها ،استكمالآ لمشروع السيطرة على المنطقة ،وتنصيب الكيان الصهيوني سيدآ لها .