23 ديسمبر، 2024 10:54 ص

هل منْ تشويشٍ اعلامي بينَ بغداد و واشنطن .!

هل منْ تشويشٍ اعلامي بينَ بغداد و واشنطن .!

لا ريب أنّ القارئ او المتابع يلمس مدى التضارب في الأخبار في الشأن العراقي – الأمريكي وما حوله , بينما لا يبدو أنّ الرأي العام هو المستهدف الأول من بعض تناقضات الأخبار الأخيرة وعلى مدى اسبوعٍ ونيف . ثُمَّ وبتمعّنٍ اعمق قليلاً , فالضَرّبات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت اهدافاً وقواعداً امريكيةً في العراق , والأمرُ موصولٌ بحرارةٍ الى فصائلٍ مسلحةٍ عراقية قد تعرفها واشنطن اكثر مما يعرفها المواطن العراقي .!

كيف يمكن الربط ” وبأيٍ من اشكال الربط المجازي وغير المجازي ” حولَ آخرَ ما جرى نشره مؤخراً منْ أنّ بغداد ابلغت موسكو بأنّ العراق اضحى مُهيّئاً ومستعداً لرحيل ومغادرة القوات الأمريكية .! بينما يجري استبدال الوحدات العسكرية المتواجدة في القواعد الجوية في العراق , بوحدةٍ امريكيةٍ خاصّة , وهي التي عثرت على مخبأ الرئيس العراقي السابق واعتقلته .! , وبينما ايضاً أنّ عديد القوات الأمريكية التي سيجري استبدالها يبلغ 2500 جندي امريكي , وإنّ ” الوحدة ” الأمريكية الخاصة – العالية التدريب يبلغ تعدادها 4000 جندي .! وهي المخصصة لمهامٍ صعبة .!

ما مدى الربط الجدلي بينَ هذا وذاك , باعلان البنتاغون لنقل قواته من ثلاثة قواعد عسكرية في إمارة قَطر < والتي تضم مستودعات خزن الدبابات والأعتدة والأسلحة الأخرى > الى الأردن تحديداً – الملاصق للحدود العراقية الغربية .!

الى ذلك , فيتذكّر القرّاء او بعضهم أنّ الأمريكان سرّبوا خبراً بإبلاغهم بعض الشخصيات العراقية عن نيّتهم لتوجيه ضرباتٍ خاصة الى بعض قادة الفصائل العراقية ذات العلاقة بالهجمات الصاروخية < وكان ذلك الخبر مرتبكاً وغير متوازناً في ” التحرير الصحفي ” ولعلّ ذلك كان مقصوداً ايضاً .! , بينما اعقبت ذلك بأيامٍ قلائلٍ , تصريحاتٌ محددة لبعض المسؤولين الأمريكان بأنهم ليسوا بصدد التصعيد العسكري مع الفصائل العراقية ” وكانت تلك تلكم التصريحات وكأنها من موقع الضعف ! ” حرصاً على المصالح الأمريكية في العراق من مسيّراتٍ وصواريخٍ أخريات .!

ما يلفت النظر من زاويةٍ حادّة , هو توقّف ضرب وقصف القواعد الأمريكية في العراق من قبل الفصائل .! , كما أنّ فترة فترة او مدة وصول كتائب الدبابات الأمريكية المشحونة بحراً من قطر الى الأردن لها ما لها من اعتبارات .! , وكذلك فإنّ تقطيع اوصال الكهرباء في العراق بتناغمٍ مع سلسلة الحرائق المندلعة في كلّ زاوية من ارجاء العراق , ومع الهجمات السبرانية في وسائط الأتصال والمواصلات في طهران , ونعثّر مفاوضات فينّا , فيبدو كلّ ذلك مرتبطاً بشكلٍ نصفَ مرئيٍّ .!