23 نوفمبر، 2024 3:12 ص
Search
Close this search box.

هل منْ احتلالٍ جديدٍ للعراق .!!

هل منْ احتلالٍ جديدٍ للعراق .!!

العناصر الأساسية للعنوان اعلاه هي : النفط , نحنُ , وترامب .
   قبلَ تنصيبه مؤخراً كرئيسٍ للولايات المتحدة , بشهورٍ قلائل , وإبّانَ اشتداد الحملة الأنتخابية بينه وبين ” هيلاري كلنتون ” , ففي احدى التصريحات المدويّة له ذكر ترامب بأنه ” اذا ما فاز بالرئاسة ” فسوف يحتل منابع النفط في العراق لكي يحرم داعش منها والتي اعتبرها مصدر التمويل لهذا التنظيم < وكأنّ داعش تتزود من نفط البصرة ايضاً ! > , وبعد تسنّمه المنصب قبل اسبوع فأنه يؤكد ويشدد على القضاء على داعش عسكرياً ” وبالفعل اعطى توجيهات لوزير الدفاع الجديد ” الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس ” لإعداد دراسة عاجلة لتطوير الهجوم على داعش ” , لكنه وخلال الأيام التي مضت ادلى بتصريحٍ آخرٍ ذكر فيه أنه سوف يأخذ او يصادر احتياطيّ النفط العراقي ! دون ان يبيّن كيفية مصادرة الأحتياطي ! هل بأحتلالٍ عسكري او عبر شركاتٍ امريكية تستحوذ عليه بطريقةٍ او بأخرى , ثمّ أنّ كلمة او عبارة ” احتياطي النفط ” تعني أنّ حقول وآبار النفط غير المستخرج بعد والذي لا يزال قابعاً تحت الأرض , سوف تكون عائديته لأمريكا والى الأبد .!
من جانبٍ آخر , فقد كتب ” ايهم السامرائي ” وزير الكهرباء السابق في بداية الأحتلال ” وهو يمتلك الجنسية الأمريكية ومقرب من بريمر والأوساط السياسية العليا في واشنطن , ولا بأس أن نشير هنا بأنّ السيد ايهم كان قد دعا آنذاك لأجراء حوارات مع المقاومة العراقية التي تقاتل الأمريكان ! لكنّ دعوته سرعان ما ذهبت ادراج الرياح ” , ما كتبه ونشره ايهم بعد تنصيب ترامب بأنّ الولايات المتحدة سوف ترسل الى العراق نحو ثلاثة فرقٍ عسكرية الى العراق قريباً , ويوحي كلامه أنّ الفِرق المنوي ارسالها ليست لقتال داعش , وما يؤكد هذا الأيحاء ايضاً انه وجّهَ نداءً الى احزاب السلطة أن تعيد حساباتها قبل خوضها الأنتخابات ! < وكأنه يعني الطلب منهم التفاهم الكامل والمطلق مع ادارة ترامب ! > .. من الواضح أنّ ايهم السامرائي لا يستطيع الأدلاء بهكذا معلوماتٍ خطيرة لولا أن طلبت منه او كلّفته الدوائر الخاصة في امريكا بالأعلانِ عمّا اعلنه .! , ولعلّ ذلك هو بداية للتمهيد النفسي لتهيئة العراقيين للأحتلال القادم .!
  لا ريبَ أنّ كلّ ماذكرناه هنا تسوده الضبابية المقصودة والتشويش الذهني المدروس , ولكن كيف يمكن لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام مسألةٍ مصيرية .! ولو كانت لدينا حكومةٌ قويّة لبادرت على الفور للتحرك على اكثر من اتجاه , كان عليها اولاً أن تطلب عقد مؤتمرِ قمةٍ عاجل مع الرؤساء والملوك العرب , ثم أنّ الأمريكان جاؤوا في حرب 1991 من الأراضي السعودية , وفي حرب 2003 من الأراضي الكويتية , ولابدّ هنا ” كأجراءٍ وقائي واستباقي ” أن تتحرك الدبلوماسية العراقية على هاتين الدولتين وتجاوز الخلافات الأخرى  , وبالرغم من أنّ ملامح الأحتلال الجديد المفترض غير واضحة المعالم مئةً بالمئة , فلربما يتطلب الأمر عقد معاهدة دفاعٍ مشترك مع روسيا او تفعيل المعاهدة السابقة معها في سبعينيات القرن الماضي .
إنّ كلّ الأحتمالات واردة وقائمة , ودونالد ترامب رجلٌ غامض ومصلحة البلاد تتطلب وحدة الصف والتجرّد من النزاع على السلطة , ولابدّ من تدابيرٍ سياسيةٍ اخرى على الصعيدين الداخلي والخارجي .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات