18 ديسمبر، 2024 5:00 م

هل مداهمة منتجع ترامب ضمان لعدم خروج امريكا من الاتفاق النووي

هل مداهمة منتجع ترامب ضمان لعدم خروج امريكا من الاتفاق النووي

العقبة الرئيسية التي تواجه تأخير توقيع الاتفاق النووي هي مطالبة ايران بتقديم ضمانات مستقبلية بعدم خروج امريكا من اي الاتفاق كما حصل في السابق وتلك نقطة الخلاف التي لم تتمكن ادارة بايدن من حسمها لان ايران تعتقد ان ترامب قادم لا محالة الى البيت الابيض ولا توجد وسيلة تمنع امريكا من الخروج من الاتفاق مرة اخرى غير ابعاد ترامب من المشهد لان ادارة بايدن غير قادرة على تحقيق مصادقة مجلس النواب على اي اتفاق لكي يكون ملزم للجمهوريين قبل الديمقراطيين بما يضمن لايران عدم الانسحاب، لان المصادقة بعيدة المنال لوجود اعضاء ديمقراطيين يشاركون الجمهوريين بعدم قبول الاتفاق، الا ان الرئيس بايدن متعطش لتحقيق ذلك بأي ثمن معتقداً ان توقيع ايران على الاتفاق سوف يضمن له الفوز في الانتخابات النصفية في نوفمبر القادم فأفضل وسيلة يلعبها في الوقت الضائع لطمأنة ايران من اجل قبول التوقيع على الاتفاق هي مداهمة محل اقامة الرئيس الامريكي السابق دولاند ترامب بحجة استحواذه على وثائق رسمية تم نقلها من البيت الابيض، وان غرض بايدن من هذا الحدث غلق الباب امام ترامب من الترشيح للرئاسة والوصول الى البيت الابيض من جهة لان تلك الاتهامات تتعلق بالامن القومي الامريكي .. ومن جهة اخرى ازالة مخاوف ايران من الانسحاب أي عند ازاحة ترامب من المشهد سوف يجعل ايران تسرع في التوقيع على الاتفاق .. بينما لم يعي بايدن ان مداهمة بيت الرئيس السابق وفي حالة غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة مؤشر على بداية سقوط الولايات المتحدة ونظامها الديمقراطي الذي تحول الى صراعات على السلطة على حساب القيم الديمقراطية حيث كان في السابق كل حزب فائز بالانتخابات يكمل الحزب الاخر من اجل العمل لمصلحة الولايات المتحدة وفق الرؤى الاستراتيجية لكل منهم اما الان فقد تحولت المنافسة الشرسة الى مصالح حزبية على حساب مصلحة الولايات المتحدة مما يعني ان ادارة بايدن متعطشة لاتمام صفقة الاتفاق النووي التي تعتبرها ضمان للفوز في الانتخابات النصفية لا غير لان ادارة بايدن تراهن على ان العودة الى الاتفاق يشكل نصر كبير للادارة بما يضمن النجاح في الانتخابات بينما في حقيقة الامر ان الرابح الاكبر من الاتفاق هي ايران ثم دول اوربا خصوصاً فرنسا والمانيا لان لهم تعاملات بالمليارات مع ايران اما الخاسر الاكبر هي امريكا التي لم تجني من الاتفاق سوى طوق نجاة لفوز حزب بايدن في تلك الانتخابات .. يعني المهم هو الفوز ولتذهب امريكا الى الجحيم، ولكن من الغباء حتى لو تم الاتفاق كيف سيضمن بايدن والحزب الديمقراطي الفوز في الانتخابات وهو اتفاق هش سوف يولد وسط تنازلات مهينة وتحديات ايرانية مثيرة للجدل خصوصاً السكوت على محاولة اغتيال جون بولتن مستشار الامن القومي الامريكي السابق، ومؤخراً محاولة قتل سلمان رشدي، وتصريح وزير العدل السابق الذي قال من المستحيل اليوم معرفة خفايا المشروع النووي الايراني .. بمعنى وفق هذة المعطيات التي يضاف اليها الاخفاقات التي ارتكبتها ادارة بايدن في السياسة الداخلية والخارجية بما تؤكد تقليص فرص الفوز بالانتخابات الن الاتفاق النوويصفية القادمة التي لم يبقى لها سوى شهرين ويصعب من خلال هذة المدة جني مخرجات الاتفاق المزعوم ان يحقق الولاية الثانية للحزب الديمقراطي بل سوف يزيد من غطرسة ايران ويقلل من هيبة امريكا نتيجة الخضوع والاذلال والانبطاح امام المطالب الايرانية، وهذا يعني ان الحزب الجمهوري قادم سواء مع ترامب او بدونه .