9 أبريل، 2024 7:06 ص
Search
Close this search box.

هل ما موجود في العراق  هو دولة  ام ماذا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنا ومثل باقي الناس نتأمل خيراً من سقوط النظام الدكتاتوري على اعتبار انه كان يقمع الحريات وينشر الدمار والموت والرعب بين ابناء شعبنا العراقي . وكانت احلامنا وطموحاتنا لا تختلف كثيراً عن طموحات باقي الناس في ارجاء المعمورة من عيشٍ كريم واستقرار وتمتع بخيرات البلد التي لا تعد ولا تحصى .
ولكن الذي حصل لم نكن نتوقعه ولا حتى نتخيله يوماً ما ، ففي غفلةٍ من الزمن جاءوا من لا يخشون الله ولا يستحون من الناس  ، فبعد ان وعدوا الجماهير المتعطشة للخلاص من الظلم والعوز والامان ،  بوعود وردية واكاذيب لم يحصد العراقيون ممن وعدوهم بالكثير سوى بالمزيد من الفقر والظلم واللامبالاة والاهمال المتعمد ، اضافةً الى الموت العشوائي بكل انواع  القتل ، كل هذا وغيره من المآسي حدثت ولا زالت تحدث في ظل وعود الاحزاب التي تحكم العراق ومنذ عام 2003 ببناء دولة ، ولكن ما هي اهم سمات هذه الدولة التي يزعم بنائها هؤلاء ؟
فمن المعروف ان بناء الدولة يحتاج الى قوانين وتشريعات يتم اقرارها ضمن دستور البلد تتماشى مع طبيعة احتياجات افراد ذلك البلد وتنسجم مع الطبيعة الديموغرافية بالاضافة الى بناء المؤسسات والبنى التحتية ولكن ما الذي حصل وما هي المتغيرات ؟
فمنذ تسع سنوات ونحن نسمع عن بناء الدول والمؤسسات ولا شيء حقيقي ومؤثر على ارض الواقع ، فاغلب الوزارات والمؤسسات الحكومية هي شبه معطلة عن العمل او فارغة المحتوى في الواقع ،
 فاذا اخذنا بعض الوزارات كنماذج لنجد حجم التغيير الذي يفترض انه حصل فيها بعد التغيير لنرى هل هناك فعلا نشاط وبناء ام هو مجرد هدم وسرقات ونهب منظم ؟
فوزاراة الصناعة الحالية بعد ان كانت تضم في طياتها الكثير من المؤسسات والشركات والمصانع العملاقة وفي كافة المجالات بحيث كان العراق في مرحلة ما قد وصل تقريبا الى الاكتفاء الذاتي ، لتصبح هذه الوزارة عبارة عن اسم فارغ من المحتوى بعد ان تم تصفية وهيكلة جميع المصانع والشركات التابعة لها وبشكل منظم ومقصود لتضيف جيوشا من العاطلين بالاضافة الى البطالة المقنعة التي تملئ اغلب الوزارات ، فأين ذهبت كل تلك الشركات ولصالح من تم تعطيلها ؟؟؟
ومثال اخر هو وزارة التجارة ، فهذه الوزارة وبعد ان كانت المصدر الرئيسي لتأمين مواد البطاقة التموينية بالاضافة الى تجارة السيارة والمكائن والعدد والكثير من المواد الانشائية والاستهلاكية نجد اليوم انها لا تكلف نفسها حتى بتوفير مواد الحصة التموينية ( قوت الشعب ) رغم المبالغ المالية الضخمة التي تم رصدها لتلك المفردات والتي وصلت الى عشرات المليارات من الدولارات ولا شيء يذكر عن الحصة التموينية ، فيا ترى ما الذي حصل ؟؟؟
وهكذا الامر بالنسبة لبقاي الوزرارات والمؤسسات الخدمية التي تكاد تخلو من اي نشاط خدمي او انتاجي يدخل في صالح بناء الدولة ومؤسساتها فضلاً عن البنى التحتية المتهالكة والتي ازدادت سوءً منذ السقوط ولحد الان ، فيا ترى في ظل مثل هذه المؤسسات والوزارات المتهالكة والتي لم تقدم شيئاً يذكر لا لاقتصاد البلد ولا للمواطنين ، فهل نستطيع ان نسمى ما موجود في العراق بـ ( الدولة ) ؟
ام هي مجرد سلطة احزاب ومافيات تتحكم بموارد ومقدّرات الشعب العراقي ولا هم لها سوى النهب والسرقة وتنفيذ الاجندات الخارجية  ؟  وما خفي كان اعظم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب