كثيرة هي الكتب التي تحدثت عن التاريخ، ونقلت مجريات الأحداث، وتناقلت أخباره السلبية والايجابية، في زمن اشتهر بالكتابة والقراءة، والبلاغة والفصاحة، متوجاً بالكرم والشجاعة، لكنه صمت على أن يوّجد مثل أبا الفضل العباس(عليه السلام).
جسّد العباس معاني لم تكن مشهورة، واوجد معنى جديد للإخوة، ورسم الإيثار بكفيه المقطوعتين وقربة وسهم، قال الإمام زين العابدين(عليه السلام)( رحم … عمّي العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قُطعت يداه، فأبدله … بجناحين، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وان للعبّاس عند … تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة)، وقال الإمام الصادق(عليه السلام)( كان عمّي العبّاس بن علي ( عليه السلام ) نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً).
أكثر من 1400 عام على واقعة كربلاء العظيمة، تلك الغيرة العباسية، ورمز الفداء الحسيني، يصّدح به التاريخ، ويردده الأجيال، حتى وصل إلينا بتلك الهيئة العظيمة والصورة الجلية، التي أصبحت مثالاً يضربه الناس؛ لأعلى مراتب الأخوة والإيثار والشجاعة والغيرة.
الأخوة اليوم تعاني من أمراض عديدة، أبرزها قطع الرحم، والجشع المادي، والصراع القبلي المتعصب، ليترك لنا حالات مخيبة، بين الدم الواحد والرحم الواحد، حتى بتنا نسمع أخا لم يكلم أخيه أشهر وسنوات، لأسباب تكاد تكون تافهة؛ قياساً بالإخوة، وأخ يقاطع أخته أيام وأسابيع، لأمور مادية بسيطة، وكثير من الحوادث التي جعلت من الأخوة أعداء! يصارع احدهما الأخر، خصوصا في الميراث، الذي أصبح نقمة على بعض العائلات، لتضج المحاكم بدعاوي بين الأخوة قد تصل للسجن أحيانا!
مجتمعنا اليوم بحاجة إلى مراجعة حقيقية، للنظر بما خطه نهج أهل البيت(عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم)
هل مازلنا على نهج العباس ع مع أخيه؟