أتذكر كل ما قرءناه وتعلمناه في المدراس وفي الكتب وباقي الأطلاعات التي نطلع عليها أن الدولة تتكون من حدود سياسية وجغرافية تحميها القوات المسلحة ويسكناها شعب واحد ويسودها العدل والمساواة التي تطبق من خلال القوانيين وفيها سلطة تشريعية وقضائية وتنفيذية .
الان وأنا أنظر الى العراق عن بعد وأتساءل .ماذا تبقى من العراق لكي يطلق عليه دولة ؟ حدوده السياسية ساقطة بيد المسلحين والمعابر الحدودية مفتوحة لكل من هب ودب وجيشه هرب وترك الدولة وأستبدل بميليشيات عقائدية طائفية وشعبه مقسم تحت ولاء الطائفة والمنطقة والكل يستبيح القتل وهدر الدم تحت تحت عنوان الفتاوي الدينية أو الأعراف القبلية .لايوجد قانون يحكم لذلك لاعدل ولامساواة وسلطته التشريعية منتهية الصلاحية وسلطته القضائية نائمة والبعض الأخر فاسد وماتبقى خائف من قمع الميليشيات وسلطته التنفيذية منتهية الصلاحية من جهة وغير معترف فيها من ثلثي الشعب من جهة أخرى وقراراتها لاتطبق لانها على أساس طائفي وقمعي .
أذا قارنت ما درسناه مع وضع العراق الان فالعراق لم يعد يسمى دولة ووجوده بات على المحك .طبعا سيتهم العراقيين الدول الاقليمية والعالمية بضياع العراق فالسنة تتهم ايران ومن معها بضياع العراق والشيعة تتهم السعودية وقطر بضياع العراق والبعض يتهم الولايات المتحدة والبعض الاخر يتهم روسيا وغيرها وهو أمر صحيح وواقعي لكن المشكلة ليست في تدخل هذه الدول بل المشكلة هي لمن سمح لهذه الدول بالتدخل وهم السياسيين وهؤلاء السياسيين الشعب من أوصلهم لمناصبهم في السلطة ورقص لفوزهم لذلك الشعب هو المسؤول الاول عن أنتهاء الدولة العراقية وضياعها وتفككها وتمزقها .لمن يظن أن التقسيم سينتهي الى ثلاث دول شيعية وسنية وكردية فهو مخطأ لأن التقسيم سينتهي الى دويلات صغيرة داخل الدولة الشيعية ودويلات صغيرة داخل الدولة السنية بسبب أختلاف الولائات والعقائد الفكرية والسياسية.
وبالنسبة للمجتمع الدولي لن يهتم للعراق من الداخل لأن كل مايهمه هو ثروته النفطية وأرتفاع أسعار النفط وأثارها على الأقتصاد العالمي وأذا ما حصل على ضمانات من الأطراف العرافية المتصارعة على بقاء تصدير النفط فلن يتدخل أحد .كما فعلوا مع سوريا التي لم يتدخلوا فيها وتركوا شعبها يسحق بعضه حتى وأن وصل الأمر للأستعمال الاسلحة الكيماوية لأن لا أحد مستعد لدخول في دوامة أقلمية ودولية مثل العراق أذا ماتواجدت قوة عسكرية دولية فيه رافعوا السلاح عليها وأذا ما خرجت رافعوه على بعضهم.