5 نوفمبر، 2024 12:26 م
Search
Close this search box.

هل مات محمد الكروي؟

هل مات محمد الكروي؟

في الفلسفة العسكرية التقليدية يعد مقتل قائد الفرقة السابعة الشهيد العميد الركن محمد الكروي مع كوكبة من الضباط الابطال انتصارا لتنظيم “داعش” الأرهابي، لكن واقع الامر من الناحية المعنوية يعد انتصاراً كبيراً لهذا القائد وضباطه الابطال ، اختار الكروي  القائد الشجاع طريق الشهداء والمواجهة المباشرة مع هذه المجاميع التي فقدت ملامح انسانيتها عرف اللغز ابتعد عن نمط القادة العسكريين الكلاسيكين الذين يجلسون في مقراتهم ويصدرون الاوامر عن بعد ونزل إلى ساحات القتال  .

مقتل الكروي وضباطه وضعنا امام خيارين لاثالث لهما،أما  نسلك طريق القانون والدولة وندعم القوات الأمنية في حربها المفتوحة ضد المجاميع الارهابية أو أن نحابي تنظيم “داعش ” الأرهابي الذي يبيح قتل جميع العراقيين المختلفين معه جميعا ونغض الطرف عن اعماله الأجرامية .

اصبح  الوقوف على التل خياراً غير متاحاً  امام العراقيين،فهذه التنظيمات لاتفقه لغة الحوار والا المرونة والا التسامح وهي قادمة لامحال لفرض فكرها الدموي وستغلي كل معالم الحياة في حال استمر الصمت.

اذا لم يتكاتف العراقيون هذه المرة ويتفقوا على ضرب داعش واخواتها ، فلن نتفاجئ أن تتحولت الانبار أو نينوى أو حتى بغداد  إلى عاصمة داعوشية وقتها لن ينفع عظ اصابع الندم .

لم تعد لداعش اهدافاً محددة، وتحولت بوصلة اهدافها إلى كل شيء متحرك نحو الامام ، لاتريد التقدم والتطور ولاتريد لنا العيش بامان، اخفقت في اثارة الحرب الطائفية بعد أن لمست مدى التماسك العلاقات الأجتماعية  وعمقها بين العراقيين.

لايبرر عدم الوقوف مع ابناء القوات المسلحة الذين يواجهون هذا التنظيم الأجرامي في هذا البرد القارص سوى الرضا على العمليات الأجرامية الدموية التي تنفذها ضد المواطنين العزل.

داعش شعارها  “من ليس معنا فهو ضدنا” وستضرب كل من يتقاطع مع مصلحتها .

فوق هذا ،يتحمل رجال الدين (السنةوالشيعة) مسؤولية كبيرة في ايقاف تخريج المتطرفين من المساجد التي يفترض أن تكون مصادرا للانتاج الوعي والفكر لا التطرف والتخلف والكراهية ونبذ الاخر .

الدين اوسع من المذهب كذلك الانسانية اوسع من الدين، ليكن استشهاد الكروي وضباطه الشجعان منطلقا للصفح واحتواء الاخر والايمان بان العراق لن يصبح للشيعة من دون السنة ولاللسنة من دون الشيعة .

 
اذا بقى الحال  على ما هي عليه، فلا نستبعد أن نجد انفسنا ضحايا عنف تأريخي ليس لنا اثم في صناعته، عنف انتجته كتب مشوه وفلسفات مريضة ومنابر لاتفقه سوى الفتنة وعمائم تحملها عقولاً متطفلة تعتاش التطرف وفئات مدعومة من اطراف تريدنا أن يقتل بعضناً الاخر وهي تمتع في تناثر اجسادنا باجساد الانتحاريين النتنه..الكروي لم يمت اذا اتفقنا على رفض داعش   .

أحدث المقالات

أحدث المقالات