23 ديسمبر، 2024 1:32 م

هل مات “صدام”؟

هل مات “صدام”؟

قد يتفاجئ الكثير من السؤال، وقد يجيبني البعض عن أي “صدام” تتحدث، في حين تكون الإجابة السطحية لسؤالي لدى الكثير منا “نعم، مات وشبع موت” بلغتنا الدارجة.
لو راجعنا تاريخ أغلب التغييرات الحاصلة في أنظمة الحكم في العالم سواء في التاريخ القديم أو الحديث منه، لوجدنا إن النظام الجديد دائما ما يعمل على بناء واقعا جديدا مغايرا لسلوكيات النظام الذي سبقه، محاولا تجاوز سلبيات النظام السابق وأخطاءه، وأحيانا كوارثه، والإعلان عن بدء مرحلة جديدة لها ملامحها وخصوصيتها ورجالها.
ولكن ما حصل لدينا بعد نيسان 2003 قد لا تنطبق عليه هذه الفرضية ولا يصح عليه ما ذكر أعلاه.
فنحن في العراق كنا نعاني من عقدة أسمها “صدام”، وكنا نرى إن هذه العقدة الكبيرة والكبيرة جدا، هي التي تقف عائقا أمام تطلعاتنا وأحلامنا وبناء حياة أفضل وأجمل لأبناء شعبنا، لكننا بعد 2003 تخلصنا من “صدام” وعقدته، وفي لحظة تحول الكابوس المزعج، لحلم جميل يتحدث لنا عن الديمقراطية والعدالة والمساواة ومبادئ حقوق الإنسان.
لكننا، مع الأسف  لم نكن قادرين على التخلص من “الصدامية”، التي أصبحت سلوكيات يمارسها الكثير منا بوعي أو بدون وعي.
نعم فـ”صدام” زال ومات وانتهى وأصبح تحت التراب، ولكن سلوكيات نظامه “الصدامية” لا زلنا نعيشها ليومنا هذا، ولم نكن قادرون على تجاوزها والخلاص منها وإزالتها.
والمشكلة الأكبر أنها أخذت تتفشى لدى الكثير من القوى السياسية التي تحكم اليوم، لا بل أنها أخذت تحاصر من يمتلك الأمر وسلطة القرار، لتجبره على الاقتناع بان العراق لا يمكن أن يدار ويحكم إلا من خلال هذه السلوكيات.
وهنا الطامة الكبرى، فان اقتنع قادة الأمر وأصحاب القرار واستسلموا لحصار هذه الفرضية، فعند ذلك فقط نصل لنقطة لا يمكن أن نرضى بها أو نسكت عنها.
وهنا تتكشف أمامنا ضرورة المراجعة وقراءة الواقع وأهمية استثمار نعمة الخلاص من “صدام” وتحويلها لنقطة انطلاق لتغيير واقع ومجتمع وشعب.