20 مايو، 2024 7:20 م
Search
Close this search box.

هل ماتت عروبتنا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

أجلس أمام التلفاز وأقلب في القنوات الفضائية صعودا ونزولا باحثا عن تطورات الأحداث في الوطن العربي خصوصا وفي العالم عموما وكوني أميل الى السياسة فدائما ما أبحث عن القنوات الأخبارية ،فأرى مشاهد وأخبار القتل في العراق وسوريا بدعم ايراني علني ثم يمتلئ قلبي هم وحزن فأغير القناة فأرى مشاهد الرقص والغناء والأستهتار بسم الفن على الفضائيات اللبنانية وأهتمامهم بمونديال كأس العالم وبكائهم عندما تخسر الفرق الغربية التي يشجعوها ولايبكون على الناس التي تقتل في سوريا والعراق .

أشعر بأشمئزار فأعيد التلفاز على القنوات الأخبارية فأرى قطاع غزة تحرق الناس واﻷطفال فيه جراء القصف الاسرائيلي عليه فيمتلئ قلبي هم وحزن فأغير التلفاز على القنوات المصرية فأرى فن رخيص ومسلسلات تافهة ورقص شرقي يتفرج الشباب على أجساد النساء وليس على ما يمثله من فن وكامرا خفية مقززة وفقر مدقع وتحرش جنسي و وطنية زائفة .

أشعر بالملل والأشمئزاز وأعيد التلفاز الى القنوات الأخبارية فأرى ايظا مشاهد القتل والدمار في السودان وليبيا واليمن في صراع فتنة بينهم دون سبب فيمتلئ قلبي هم وحزن وأغير التلفاز مرة أخرى باحثا عن أي شيء يواسي عروبتي فأجد القنوات الفضائية الخليجية فأرى نساء وجوهن منفخوخة وشفاه من كثر السليكون أصبحت تشبح القرش أو التمساح ورجال همهم الوحيد هي بطونهم وكل كلامهم عن الطعام لايتحركون لايمين ولا شمال حتى أصبحوا كائنات رخوة محتقرة من قبل الغرب والشرق وكل ما يقدموه حسب مايدعون أنه فن هو تقليد الشخصيات المشهورة وثقافات الدول كالقرود والمهرجين ورجال دين تضيق على الناس الحياة وتدعوا ليلا و نهارا الى البقاء في العبودية بسم الدين .

ماذا حل في بلاد العرب عندما كان يتعرض بلد الى قرار من اﻻمم المتحدة كانوا يخرجون في مظاهرات كبيرة رافضة للقرار واليوم تقتل الناس وتنتهك سيادة الدول ولا أحد يتحرك ، هل مات الشعور القومي في داخلنا وحل محله الرياء الديني الذي يقول المتكلمون بسمه أن التعاطف بالقلب هو أفضل الحلول ولو كان أضعف الأيمان، أم أن الانترنت والتكلينوجيا أماتت الحياء فينا فأصبحنا بدل المظاهرات نعطي أعجاب على الفيس بوك أو ريتويت على تويتر على صورة أو منشور يدعم هذه البلدان التي تعاني الأزمات . حتى في بلدان الغرب التي سبقتنا بكل هذه الفاصيل بسنوات لم تتخلى عن أنتمائها ونراها تخرج في تظاهرات ،لكن مشكلة العرب أن الأنظمة العربية الدكتاتورية السابقة والحالية أفرغت المواطن العربي من عروبته بسبب أتفاقتها مع دول الغرب لدرجة وصلت الى أن من يتكلم بهذه الأمور يصبح موضع سخرية للناس، والأنظمة الاسلامية أفرغت الناس من عروبتها بهدف أنشاء أمة اسلامية بدل الأمة العربية وبالتالي أضاعت الأثنين معا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب