يقترب العراق من موعد الانتخابات البرلمانيه في نيسان القادم بسرعة حثيثه ومع أقتراب الموعد تتسارع وتائر الجدل والتمني والترقب التي استمرت طوال أكثر من عشرة سنوات على إسقاط الدوله العراقيه عن طريق احتلال مدمر.
يحلم العراقييون ويمنون النفس بتغيير في التركيبه الحاكمه قد تقود الى تغير في سياسات الحكومه بعد أن عانوا صغارا وكبارا في كافة المدن العراقيه باسثناء اقليم كردستان من وجود ساسه (على الرغم من إعتقادي بأنهم لايرقون الى هذه التسميه) وحكومات تهتم بكل شيئ الا بشأن المواطن وتوفر الامن لنفسها دون المواطن وتضمن مستقبلها على حساب الوطن والمواطن وتركز على صراعاتها مع بعضها البعض ولا تلتفت لصراعات المواطن اليوميه من أجل متطلبات العيش الانساني. ولعل أخطر من ذلك كله هو ان الحكومات العراقيه تتلهف لتلبية إحتياجات الجار قبل الدار.
لذلك يقول لسان حال العراقيين…. هل إن في إدلائى بصوتي فائدة ترتجى؟ ولماذا يتوجب علي الادلاء بصوتي؟ وعلى فرض أن الاجابة على السؤالين هي الايجاب……. فمن أنتخب؟
قبل أن أحاول الاجابة على هذه الاسئله لابد لي أن أبدأ بالقول إن ولادة العملية السياسية في العراق تشبه الى حد بعيد ولادة طفل أنابيب زرع من حيامن رجل مهووس بالحرب في رحم مريض هو رحم الاحتلال فولد طفل مريض مشوه الخلق وفوق كل ذلك تغذى على حليب الطائفية والعنصريه…..وتم إعداد شهادة ميلاد لهذا الوليد هي دستورمسلوق يثبت ويعمق أمراض المولود.
على الرغم مما سقته أعلاه فالعملية السياسيه قائمه والنقاش في شرعيتها يطول ويطول ولا يوجد لدى المواطن اليوم سوى الادلاء بصوته مصحوبا بالدعاء والتمني بأن لاتزور الاصوات. لذلك أجيب على هل بالايجاب.
للاجابة على لماذا أقول أن جل ما تتمناه حكومة المالكي التي يعلم المواطن والمراقب أنها نقمة على العراق.. أن تكون نسبة تصويت العراقيين الاصلاء منخفظه لكي تظهر للعالم بانا تمتلك جماهيرية في العراق ولابد من سحب البساط من تحتها… لذلك لابد من تفويت الفرصة عليها وهذه اجابتي على لماذا.
هنا يأتي الحديث عن السؤال الاصعب من أنتخب؟
في محاولتي الاجابه على هذا السؤال سأتحدث عن مايجول في خواطر العراقيين حيث ان معظمهم “السياسيين” قد إستنفذ اكاذيبه وتعرى ليبان على حقيقته التي بات المواطن يشمئز منها فمن أنتخب من المتنافسين إذا؟ وماذا أريد في من أنتخبه من صفات؟
أولا كعراقي… أرغب في من يمثلني أن يكون عراقيا بغض النظر عن عشيرته أو قوميته أو مذهبه. أريد أن أنتخب من يعتبرني مواطن عراقي أولا دون أن يسألني إن كنت كرديا أم عربيا ،تركمانيا…كلدانيا .. آشوريا أم غير ذلك. أريد أن أنتخب شخصا لاينظر الي كمسلم او مسيحي أوصابئى أو يزيدي. أريد أن أنتخب من هو كما أنا… عراقي حتى النخاع. لاأريد من يقدم القوميه على الوطن ولا المذهب على الدين ولا الدين على حقوق المواطنهفكل هذه الخصوصيات محترمه ولكنا جميعا تشترك في المواطنة أولا. أريد أن أنتخب شخصا يشعر ويتصرف بأنه يمثل العراق لا إحدى قراه أو مدنه.
ثانيا كعراقي منتسب الى اقليه، دينية كانت أم قوميه أم غير ذلك أريد أن أؤكد أن التاريخ العراقي والعالمي قد أثبت أن السبيل لضمان حقوق الاقليات وتوفير مبدأ تكافؤ الفرص للاأقليات على أسس المواطنة الصحيحة لايتم الا في ظل دولة مدنية متعافية قويه، دولة تحكمها القوانين المتطوره لا فتاوى الظلام ولا نصائح القابعين في السراديب. لايمكن لحكومة متقوقعة في مساحة مائة كيلومتر مربع ومؤسساتها تدار فوضويا من قبل مافيات أن تقود دولة عصريه لذلك حيث أن أولضحايا هذه الحالة المقرفه هم الاقليات.
ثالثا كعراقي مغترب درست وعملت وعشت في الخارج سنين طويله أريد فيمن أنتخبه أن يكون حضاريا لايقل عن من اراهم من سياسيي البلدان التي عشت فيها من ناحية إحترامه لحقوق الانسان وكارزميته وإمكانيته في التخاطب والتحاور مع الرأى الاخر محليا وعالميا. شخص لايجثث مواطنة المواطن ولا يضطهد الفكرالوطني ويطلق النعوت على شرائح الوطن ومثقفيه وكوادره الفنيه ، أريده شخصا لاأخجل منه عندما أقول انه يمثل العراق.
رابعاشئنا أم أبينا أن العالم اصبح قرية صغيرة ومصالح متداخلة لذلك أريد فيمن أنتخبه أن يكون شخصا يفهم العقل الاقليمي والدولي ويستوعب لغة المصالح المشتركه التي تتبعها السياسه الدوليه فالعالم يرصد بعضه بعضا ولابد من انتخاب من يعي هذه الحقيقه.
بعد هذا التوصيف وعندما أستعرض قوائم المرشحين مركزا على قياداتها بإعتبار القياده تمثل إتجاه القائمه وشخوصها فإنني لاارى قائمة يمكن أن تسعى لتحقيق أمنيات العراقي التي سردتها أعلاه سوىائتلاف الوطنية بقيادة الدكتور أياد علاويوفي ذلك إجابتي على سؤال من؟