الصراع الامريكي الإيراني في العراق في الوقت الحالي يتركز على من سيرأس الحكومة الجديدة ، دولتان خارجيتان تحركان بيادق شطرنج لتضعها في المكان الذي تتصارع عليه ، والشعب العراقي يشاهد ويتابع القليل منه ما يحدث عبر وسائل الاعلام والاغلبية كأن المسألة لا تعنيها ولن تؤثر عليها مستقبلا .
امريكا تدفع بالعبادي لإعادته في ولاية ثانية وتتعشم بسائرون والوطنية والحكمة والديمقراطي ونثار من احزاب صغير تطمع بدبق الحكومة الجديدة وامتيازاتها واموالها ومنافعها. وإيران تدفع بالعامري وبعده المالكي سيّء الصيت والسمعة وعدد اخر من الملوثين وخاصة سنة المالكي سابقا الذين اصبحو سنة سليماني من المتهمين والمحكوم عليهم في الأحزاب السنية الضعيفة التي تريد الاتكاء على الظهر الإيراني المؤثر كثيراً في العراق منذ سنوات.
ليس للعراقيين اية مصلحة في ما يجري لان نتائجه لن تكون لصالحهم . هو صراع دولي إقليمي على ارض العراق لصالح دول كبرى والعراقي ضحية هذا الصراع فاليوم العبادي حائر بين المطرقة الامريكية والسندان الإيراني الذي وصله التهديد قبل ايام اذا ما رضخ لتطبيق نظام العقوبات الامريكي على ايران، واذا نفذ فستنقم منه امريكا بشكل غير مباشر ومن الشعب العراقي بشكل مباشر قد يعيد سيناريو عقوبات حصار 1990 الذي لم يعاني منه النظام الدكتاتوري السابق بل الشعب العراقي نفسه.
اذا نجحت امريكا في مساعيها فسيعاد تنصيب العبادي ابنها المطيع وابن حزب الدعوة المنتقم من العراقيين خلال 15 سنة من حكمه، واذا نجحت ايران بتنصيب احد اعوانها فسيأتي من حزب الدعوة من هو أسوأ من العبادي وسيكون حليف مطيع لإيران التي هيمنت على العراق وساقت حكامه الى ما تشاء على حساب أبناء الشعب العراقي ودافعت عن فسادهم وسرقاتهم تنكيلا بالعراق وشعبه.
إذن ربما الشعب العراقي هو الان بين المطرقة الامريكية والسندان الإيراني وليس ساسة العراق الذين لن يخسروا شيئاً بعد ان رتبوا امورهم في الداخل والخارج طيلة سنوات حكمهم الفاسد.