بيّنا في الحلقة الاولى ان حظرنشاط حزب الدعوة بزمن صدام استند الى فقرات قانونية ,بينما لم يمتلك حزب الدعوة نفس السند القانوني ضد حزب البعث وانما تم اتخاذ قرار تجريم البعث وحله وفق منطق الانتقام فالحزب وطني وشكل امتداد طبيعي للقومية االعربية وكان يحكم العراق وفق ارادة خاصة به ورغم انه كان قاسي ضد اعداءه لكن اولا هذا لا يبيح الاجراءات التي تمت بحق اعضاءه بصورة عامة وبدون تفريق من قتل وتشريد وقطع ارزاق وثانيا ان اغلب اعداءه كانوا عملاء لدولة اجنبية !. فالبعث كان يمتلك الاحقية في تجريم الدعوة وطنيا وعدم التعامل معها,و لا ادري ماذا يعتبر نفسه الان حزب الدعوة و يتفاخر بماذا؟!.
يبقى السؤال المطروح وهو هل كان في قاموس البعث رغبة لفتح صفحة جديدة مع معارضيه ؟.اقول نعم و لا , نعم لانه اعلنها عدة مرات و سعى اليها الا ان بقية الاطراف لم تستجب والسبب معروف وهو الرضوخ للمحتل الايراني والامريكي , و لا ,لمن لم يغير نفسه ويؤهلها لان تكون حزبا وطنيا لا تابعا لدولة اجنبية .
اذن نقول ربما لو ان حزب الدعوة انسلخ من تبعيته( رغم ان اتخاذ مثل هذا القرار من الدعوة يكاد يكون مستحيلا) لكان في زمن ما و في حدث ما باب الحوار والتقاء الطرفين ممكنا , ومن البعث ما كان يمكن ان يكون سهلا ايضا بسبب الاعمال الاجرامية و العدائية التي كان ينفذها افراد الدعوة في العراق لكن قرارا حكوميا كان ممكن ان يمهد لهذا الالتقاء .
وماذا عن الان ؟! .. اعتقد ان الوضع قد اختلف للطرفين : فبالنسبة للدعوة اذا ما حل مسألة الازدواجية بين تبعيته لايران وبين وطنيتة للعراق (حب الوطن ) فاعتقد انه سيكون مقبولا وطنيا لدى الاطراف الاخرى اذا صاحب ذلك اجراءات اخرى وقرارات فعلية تثبت وطنيته ومن خلال السعي الفعلي لانهاء حالة الاقتتال والتهميش والمطاردة والتهجير واستهداف رموز العراق على انواعها ويستبدله بالسعي لبناء العراق وتعميره واسعاد شعبه والاعلان الصادق الساعي للمصالحة الوطنية مع اطراف الصراع لا من خلال مسرحية التصالح السمجة بين اطراف المنطقة الخضراء !! ,واول تلك المبادرات هي طرح مسألة تغيير الدستور والغاء الطائفية والمحاصصة والاقاليم وهذه التطيقات ستشجع بقية الاطراف (عدا داعش) على التفكير بالقبول .
طيب رب سائل يسال كيف يتصالح البعث وغيره من الاحزاب الاسلامية والوطنية مع حكومة المنطقة الخضراء وكل طرف يكفر الطرف الاخر ويسعى لانهاءه ؟؟.
انا شخصيا افكر كالتالي : طرف اكفره واسعى للقضاء عليه كما انه يكفرني ويسعى للقضاء علي وبعد مرور اكثر من 12 سنة من الصراع والقتل والدمار والتشريد والتهجير والاختطاف والسجن و سرقات المال العام والخاص وانتهاك الحرمات وتسيس القضاء وتسخير الجيش والامن لخدمة اطراف معينة وتنفيذ اجنداتها على حساب الاخرين والسعي لابتلاع اراضي ومدن وازدياد الدنائة يوما بعد يوم وازدياد الشواذ الساديين ممن يتمتعون بالتمثيل بالجثث وحرق الاموات , فان خياراتي الشخصية لا بد وان تتقلص وتتغير وكذا الحال بالنسبة للطرف الاخر ولم لا فلا انا ولا هو استطاع ان يقضي احدنا على الاخر .فالى متى هذه المكابرة والى متى يستمر نزيف الموت والارهاب والدمار ..سؤال موجه الى اعضاء ومنتسبي كل الاحزاب والميليشيات في العراق .. ماذا تريدون ؟..