14 أبريل، 2024 6:24 م
Search
Close this search box.

هل كورونا تجربة وبائية؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ احداث نيويورك في أيلول عام 2001 ٬بدأ العالم يسمع أصوات من الولايات المتحدة عن قرب حدوث أوبئة ستقتل ملايين من البشر حول العالم بل حتى وصل الحد الى القول ان هذه الأوبئة ستقتل نصف سكان الكرة الأرضية.
ومنذ هذا التاريخ ٬ أي قبل عقدين من الزمن ٬ ورغم التطور العلمي الهائل الذي وصلت اليه الدول الغربية واليابان والهند في ميادين البحث الخاص بإيجاد لقاحات وعلاج الفايروسات ٬شهد العالم أربعة أوبئة وبشكل غريب٬ لان آخر وباء ضرب العالم كان الانفلونزا الاسبانية قبل قرن من الزمن ٬ فلم تتوالى على العالم اوبئة كما حدث في هذين العقدين ! بدأ العقد الأول من القرن الثالث بوباء ” سراس” عام 2002_2003 وقد تسبب بوفاة 770 شخص ٬ تلى ذلك وباء “ميرس” وتسبب في وفاة 850 شخص تبعه وباء “ايبولا” توفي نتيجته 11,300 شخص ٬ اما الأخير فهو وباء انفلونزا الخنازير عام 2009_2010 الذي تتناقض ارقام وفياته في العالم التي تصل الى 18.036 وهناك روايات أخرى للأرقام. في هذا العام ٬حينما أحتل فايروس انفلونزا الخنازير اهتمام الأعلام الفرنسي بشكل واسع٬ كان هناك تشكيك شعبي عام في جدوى اللقاح الذي تريد بعض المختبرات الخاصة الامريكية بيعه لفرنسا اثناء حكم الرئيس نيكولا سركوزي الذي سار على خطى الليبرالية الامريكية وشركاتها الخاصة في جني الأرباح على حساب الخدمات الحكومية. تلقى غالبية الفرنسين “التهويل الواسع” بعدم اهتمام معتبرين ان ما يشاع في الاعلام هو مجرد “تسويق لبيع لقاح” وكسب أرباح جاء من وراء الأطلسي. بدليل ما حدث فيما بعد من فضيحة لوزارة الصحة انئذاك ووزيرتها “روزلين باشلو” التي اشترت ما مقداره 94 مليون لقاح ضد انفلونزا الخنازير بقيمة مليار ونصف يورو من هذه المختبرات٬ ليظهر تقرير لجنة التحقيق المشكلة من قبل مجلس النواب تحت ضغط الرأي العام ان 8% من الفرنسيين فقط قد اقتنعوا بأجراء اللقاح ضد الوباء وكانت حصيلة الوفيات في عموم البلاد هي 323 شخص من بين إصابات وصلت الى بضع مئات الاف ٬ ومعروف ان الانفلونزا العادية تتسبب سنويا بوفاة ما لا يقل عن 150 الف شخص.
ومنذ بداية الحجر تتناول بعض أجهزة الاعلام الفرنسي مقطعا مثيرا جدا لما ورد في كتاب صدر عن دار نشر روبير لافون عام 2005بعنوان تقرير وكالة الاستخبارات الامريكية٬ كيف سيكون عالم الغد ؟ يقدمه سنويا صحفي معروف في المشهد الإعلامي الباريسي مختص بالعلاقات الدولية وبالأخص في العلاقة بين الكتلتين الشرقية والغربية هو “الكسندرادلر”. نص المقطع المتداول هو: “في عام 2020 سيلبس كثير من الناس أقنعة جراحية وقفازات من المطاط في الأماكن العامة خوفا من وباء يشبه التهاب الرئة يضرب الرئتين والقصبات وسيكون حاد جدا ومقاوم لأي علاج. سيتضح ان هذا المرض لا علاج له ٬ أذ وبعد ان أربك الناس في الشتاء سيبدو انه اختفى٬ لكنه سيعود من جديد بعد عشر سنوات وسيحتار العلماء حول سببه وعلاجه”. واذا كانت أسطر تقرير “السي أي أيه” هذه تصف بشكل دقيق ما يحدث في العالم الان مع كورونا 19ويصاب الناس بالعجب والدهشة ٬ فأن الصحفي الباريسي الذي يتباهى بصداقته مع وزير الخارجية الامريكية السابق هنري كيسنجر ولا يخفي علاقته الوثيقة بحلقات الضغط وصنع القرار٬ أعطى في مقابلات له تفاصيل اكثر حول الموضوع وحول ما سيحدث وعن عالم الغد كما تراه النخب الاغنى عالميا ! أذ يقول ان الكورونا مرض من نتاج العولمة وسيعاود الظهور بعد ذلك لعدة مرات ! وبعده سيطوى عالما نعيشه الان كما حدث عقب الحربيين العالميتين الأولى والثانية بالمجتمعات٬ ليتم إرساء حكومة واحدة!
ما يلاحظ منذ بدء كورونا هو ان كلمة الحرب تتردد بشكل واسع وعلى كل الالسن وخاصة المسؤولين ورؤساء الدول فقد ردد الرئيس ايمانويل ماكرون بداية الجائحة في خطاب للشعب الفرنسي جملة “اننا في حرب” سبع مرات ويشدد الكسندر أدلر نفسه على موضوع الحرب وما بعده ٬ بالمقابل يواجه اخرون الرئيس ماكرون بالكلام عن الكارثة الفرنسية كما في الحرب العالمية الثانية وكيف هزمت فرنسا وهزم جيشها الذي كان يلبس الأحذية العادية وفوقها الجوارب لمواجهة الجيش الألماني المنظم بشكل عال الذي يلبس جنوده البوطات الجلدية ! يقول أدلر : “في لحظات الحجر افكر بما قاله هيجل من ان الإنسانية تتقدم دائما لكن دائما بسبب سلبياتها” . فهل ان إرساء العالم الجديد يتم “بحجة سلبية ” كورونا ام ان “سلبية كورونا” هي حجة لإرساء عالم آخر؟ سؤال مشروع يطرح نفسه بسبب ما يذكره تقرير الاستخبارات الامريكية من وصف للوباء عام 2005 ومن عودة ظهوره لمرات وحيرة العلماء حول أصله وعلاجه؟ ومشروع لان أغنى الأغنياء وبالوقائع العنيدة لا يهتمون بالأنسانية ولا بأعداد القتلى بقدر ما تهمهم المليارات التي يجنوها من الحروب والبورصات .خاصة ان انتشار كورونا قد أظهر ان الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة واوربا بدت عاجزة بشكل كبير عن توفير ابسط مستلزمات الوقاية والادوية وأجهزة التنفس وغيرها بسبب نقل كل المصانع في الدول الصناعية الى الصين وبضمنها فرنسا بسبب رخص اليد العاملة ولجني مزيد من الأرباح. ولليوم وبعد أسابيع من اعلان الوباء ليس هناك مستلزمات كافية لا للأطباء ولا للمستشفيات ولا علاج معتمد ٬حتى دواء الكلوروكين المحلي الذي بدا انه دواء مفيد عليه كثير من التحفظات ولم يعمم إعطائه للمرضى لاسباب مادية وتجاذبات بين المختبرات واللوبيات الصيدلانية !
لم يعد خافيا على كثيرين من الناس ان ما ينتظر البشرية فعلا هو عالم جديد تتحول فيه البشرية الى ارقام ويشطب على إنسانيتها ٬ وبعض من ملامح هذا العالم ماضية منذ سنوات وتعيش كثير من الدول بعض إجراءاتها فعليا وتم فرضها بشكل غير ديمقراطي وأحيانا بطرق ملتوية مثل نظرية الجندر وتطبيع المثلية وتسويق اللذائذية ونشرها بشكل واسع والعمل على تهميش القيم الاخلاقية باعتبارها غير مربحة ولا فائدة منها على عكس بيع الجسد الذي يصبح خدمة عامة مدفوع ثمنها. وأكثر ما يتم ترديده بشأن ما سيتم تنفيذه مستقبلا هو ترقيم البشرية عبر وضع شريحة تحت الجلد تحوي على كل المعلومات الخاصة بالشخص٬ عبرها يتم مراقبة كل حياته وتحركاته واهمال ملايين البشر الذين يعتبرهم النظام الجديد غير مفيدين ومكلفين ماديا. هذا جزء بسيط مما تم كشفه ٬ عالم يسميه الكسندر ادلر “بالديمقراطي” رغم ان ما نراه منه لحد الان يبدو اكثر رعبا من عالم ارويل ! ويقول ان هتلر قد حلم يوما ما ببناء دولة لألف عام لكنه دمر هذا الحلم بجنونه ودكتاتوريته بينما نحن اليوم على اعتاب الحكومة الديمقراطية “الذكية” الموحدة للعالم التي اسكت كورونا خلافاته؟ !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب