الأطباء وبالتحديد أطباء الإمراض العقلية، يستخدمون الكهرباء لعلاج مرضاهم في بعض الأحيان، وأيضا استخدام العلاج بالصدمة للأمراض النفسية، هكذا علاج وتناول لأدوية بما فيها من طعم مر لاذع، كذا العلاج بزرق الإبر، كل هذه الأساليب يتقبلها ويتجرعها المريض، لغاية الحصول على الشفاء، ومواصلة الحياة، مناطق أهل السنة في العراق، منذ الغزو الأمريكي إلى العراق، تعيش أمراض لم يتمكن احد أن يعالجها منها، أبرزها أنها مازالت تنتظر عودة الأموات، وتدفع الدماء والتضحيات الجسام، لغرض إعادتهم من جديد، وأيضا أصيبت بعمى كاد أن يكون دائم، حيث ترى الحقيقة ولكن تتصرف خلافها، كذلك أصيبت بلوثة عقلية لا نعرف كم عدد من سيتعافون منها، هذه الأمراض جعلتنا ألعوبة بيد كل من رفع صوته أعلى، حتى تحولت محافظاتنا إلى منابر لمباراة بأعلى الأصوات، ينجح فيها من يجيد القدرة على التمثيل، ونحن لا نراه إلا عندما يمثل، لكن نتغافل ونتجاهل حقيقته وواقعه.
قيل لنا أن إيران تحتل العراق، صرخنا الله اكبر، قيل لنا أننا مضطهدون من الروافض، وصدق حتى من يعيش خارج البلد، قيل لنا ارفعوا السلاح وقاوموا الحكم ألصفوي فعلنا، لكن في كل مرة نجد أنفسنا لوحدنا في الساحة والمتباكي علينا، يهاتفنا من خارج العراق، ويخاطبنا من خلال شاشات التلفاز، ومن بين يديه ومن خلفه أرائك السلاطين، نهجر وتسبى نسائنا، وتهدم بيوتنا بأيدي من نناصرهم، نرى ذلك بعيوننا لكننا نصدق رواية من يعيش معاناتنا في مراقص اربيل وتركيا ودبي والأردن، حتى جاء شذاذ الأفاق من العالم بأجمعه ليقودونا في قتل بعضنا البعض، وننادى خلفهم (دولة الإسلام باقية)، نملأ الدنيا صراخ، أن أنقذونا من حصار تنظيم الدولة الذي يحرم علينا حتى الماء، والذنب أننا نرفض ترك نسائنا في أحضان رجالهم، علما أن معظمهم من أبنائنا، لكنه الشرف العربي والإسلامي الجديد، أن تضحي بالعرض لأجل أن ترفه عن الأفغاني والشيشاني والأوربي والياباني، عند ذاك فقط تحرك لدى بعضنا الإنسان ورفعت الغشاوة عن عيونه، وقل اثر اللوثة العقلية لديه، ليشارك مع جيش الحكومة الصفوية ومليشات السيستاني في تحرير أراضينا..! ولدينا ساسة مختبئون في المنطقة الخضراء يطالبون بحقوقنا..! التي هي الدفاع عن البعثيين الذي كانوا أدلاء أذلاء لتنظيم الدولة علينا، والاعتراض على حقوق السنة في المناصب الحكومية، التي هي مناصب تقسم بينهم، المهم أن يحيا قادتنا السياسيين، هؤلاء العار الأكبر في
سلسلة العارات التي ركبتنا منذ 2003 إلى اليوم، فلم تحترق قلوبهم على نسائنا التي بعضها لا يعرف أين استقر بها المقام، ولا يتحرك ضميره على البيوت والمزارع التي هدمت، ولا على البنى التحتية التي انتهت في محافظات السنة، بفضل تنظيم الدولة وكلابه التي تنبح تحت عنوان الدفاع عن السنة من انتهاكات المليشات الشيعية، تلك الكلاب التي نبحت بالأمس على انتهاكات الجيش ألصفوي أو جيش المالكي، أذن على من فتحت بصيرته وتخلص من اللوثة العقلية أن يواصل المشوار بتحرير الأرض، ويبقى إلى جانب الصفويين لإعادة أعمارها، فالحكم صفوي ولا يمكن للأموات أن يعودوا، والسنة أقلية في العراق، ازداد تناقص أعدادها منذ 2003، فجيوش الأرامل والأيتام في محافظاتنا، تكفي لتدليل على ذلك، وليعلم الجميع لا أمريكا ولا السعودية ولا قطر ولا الأزهر، ولا جامعة الملك سعود تنقذنا، أو تهتم لأمرنا، فقد أصبحنا شعار يستجدي به بعض أبنائنا العاقين لتزداد ثروتهم، فعلينا أن نعيش الواقع ونتعايش مع أهل العراق شيعة وأكراد وسواهم، لنحفظ ما بقى فينا من اثر للإنسان، وهذا نتاج أعمال تنظيم الدولة فينا، فقد كان دخول التنظيم إلى محافظاتنا، الصعقة التي عولج فيها بعضنا…