أعتبر زيارة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي الأخيرة الى أربيل ,خطوة في الأتجاه الصحيح لرأب الصدع وأنهاء أو تخفيف الأزمات التي حدثت بين المركز والأقليم إبان الفترة المنصرمة الى وقت قريب ,بشرط حُسن النوايا وصدق التعامل ! وأنا شخصياً أؤيد جميع المبادرات والزيارات التي من شأنها تصفير الأزمات وإنهائها ,
سبق وإن صرح السيد مسعود البارازاني إنه لايثق بالسيد المالكي لأنه يأتي الى كردستان ويتفق وما إن يصل الى بغداد حتى تتبدل النوايا وكأن شيئاً لم يكن !! هنا اتوقف ..ماالذي يجعل دولة رئيس الوزراء ينقض العهود ؟؟وهل هناك طرف ثالث ؟.أنا هنا لاأشكك بحرص السيد المالكي على التفاهم بين أطراف وأقطاب العملية السياسية في العراق ,لكن ومن خلال الواقع المؤلم على الساحة السياسية جعلني أتردد بشأن نجاح أي مفاوضات مالم تصدق النوايا وتقدم التنازلات , ومن ثم نجاح العملية السياسية برمتها ,نعم .زيارة المالكي الى أربيل خطوة مهمة وعلى السيد المالكي تكرار مثل هذه الزيارات الى محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل وجميع المحافظات بشكل دوري , ليثبت حُسن النوايا وليثبت أيضاً إنه رئيس وزراء العراق وليس رئيس وزراء الشيعة كما يظن الفرقاء !!هل إستطاع السيد المالكي كسر الجليد في أربيل ويقنع السيد البارازاني بأنه جاد هذه المرة لعودة الشراكة الوطنية ؟
وهل لأنهاء التحالف مع عمار الحكيم بعد إنتهاء إنتخابات مجالس المحافظات وتوتر العلاقة مع الصدريين والسنة , سبب للجوء المالكي الى كردستان وتقديم تنازلات ربما تكون كبيرة للكرد ليبدء مشوار جديد ربما سينهي تسيده على أغلب المناصب (أسوة بالطاغية المخلوع)!إن الحوار البنّاء مع الجميع الحل الوحيد لعودة الأستقرار لجميع محافظات العراق بلا استثناء , وعلى السيد المالكي إقناع الفرقاء بأنهم جزء من العملية السياسية وليس من مصلحة أحد إستمرار الحرب الأعلامية والكلامية التي تشنها القنوات والإذاعات الموالية لجميع الأحزاب (وكلٌ يغني على ليلاه) وطز بالعراق !! للاسف نشعر أن الحس الوطني قد مات في ظمائر بعض السياسيين ,وباتت مصالحهم الشخصية الشغل الأشغل لهم , وعلى الحكومة وعلى رأسها السيد المالكي بذل المزيد من الجهود للبدء بالحوار حول الطاولة المستديرة وكسب تأييد الجميع وإنهاء الأزمات برمتها .
ولا تكفي زيارة أربيل بل على السيد المالكي زيارة الأنبار وتذويب جميع الخلافات والتوترات وأيضا وضع حد للتدخلات الخارجية التي تسهم بقتل مجاني ووحشي
لأبناء الشعب العراقي ولا تعرف التفجيرات العشوائية إنتماء المواطن حين التفجير ! واحيط الجميع علما إن البعض أسقط الجنسية العراقية والبعض الآخر لجأ لدول
من العالم الثالث والبقية الباقية تفكر بعدم الذهاب الى صناديق الأقتراع ويعني هذا فشل كبير لجميع السياسيين (ولا قيم الركاع من ديرة عفج )!!