إن ما قام به نائبي رئيس الجمهورية التشريفي أسامة النجيفي واياد علاوي، وسليم الجبوري الذي يفترض هو رئيس البرلمان والمشرع للمواد الحافظة للعراق ارضا وشعبا بمثابة خيانة وطعنة في الظهر وتنازل واعتراف بالاستفتاء الكردي، وذلك عندما ذهبوا مطأطأي الرأس لمسعود بارزاني، بذريعة أنهم يريدون حلحلة المشاكل بين بغداد واربيل على الرغم من أن الذنب هو مقترف بامتياز من الجانب الكردي وباعتراف دول الكرة الأرضية كلها، وكان الأخير يجلس كملك الفرس وينتظر من الاسبارطيون الإذعان له، أن هذا الخنوع للبارزاني طوال الـ14 عاما الماضية، جعل منه فرعونا متمرداً لا رئيس بعينه الا نفسه، وهذا الخنوع الطويل وتسليم حزبه وزارات مهمة في بغداد جعلت منه كشجرة امتدت جذورها وتشعبت داخل كل ما هو يمكن أن يسقط البلاد. ان في ظل رفض الحكومة العراقية لما قام به مسعود برزاني من فعلة رعناء تسمى بالاستفتاء وجعلت دول العالم ان تقف في صف الحكومة المركزية، قام اياد علاوي الذي سكت دهرا ولم يكن يعرف شيئا اذا ما سأله احد، بالنطق كفراً عندما دعا بارزاني الى (تجميد) نتائج الاستفتاء المزور، أي أنه بمجرد الموافقة من بغداد على الحوار مقابل التجميد، هو نجاح برزاني بحصوله اعترافا من الحكومة لاستفتائه، ويتكلم بكل ضعف في مؤتمره ويتودد للبارزاني كأنما نحن الإقليم وهم المركز المسيطر، أما أسامة النجيفي ليس غريبا منه الذهاب الى أربيل وإعطاء وعود اكبر من حجمه وحجم كرسيه الذي حصل عليه نتيجة خنوع التحالف الوطني، وليس غريبا أن يكون النجيفي الأكبر احد اقطاب مقسمي العراق، مادام انه كان في السابق داعما لما كان يسمى باعتصامات السنة التي دمرتنا وهجرتنا في السابق، والتي كانت تريد التقسيم بطرح الأقاليم وفي جلبابها داعش، وما دام هو شقيق اثيل النجيفي المطلوب للعدالة بتهمة التحريض الطائفي وتمزيق أواصر المجتمع، والتحريض على أجهزة الدولة من جيش وشرطة وحتى الحشد الشعبي في الساعات الأخيرة قبيل تحرير نينوى. أما الأخير سليم الجبوري الذي كان في بادئ الامر متحمساً للوقوف بوجه المقسمين للعراق والمتصدي لهذا المشروع الصهيوني، فقد الجم الناس عندما ذهب مسرعا لأربيل لتفتيت المشاكل التي خلقها مسعود بنفسه وليس السيد العبادي، وما فعله الجبوري أمر لا يصدق فهل هذا سليم الذي فرحنا بقراراته وزملائه بإلزام الحكومة بفرض هيبة الدولة وسلطانها في كل الأرضي العراقية، هل هذا الجبوري الذي بين ليلة وضحاها ادخل البهجة في قلوب سكان كركوك بعد إدخاله موضوع اقالة محافظ كركوك الخارج عن القانون على لائحة اعمال مجلس النواب واقالته، وهل يصدق أن يكون سليم الجبوري صاحب كرسي السلطة الأعلى في العراق أن ينزل من شأنه بنفسه ويذهب لاقناع البارزاني الطفل الصغير صاحب اللاسلطة رسمية بهدف اقناعه للعدول عن الاستفتاء والعودة الى بغداد للحوار.
هل يعلم الجبوري ما كتبه المدونون الكرد والصحفيين بعد أن ذهب الى أربيل خلسة، وصار ذهابه اليهم مذلة لنا ومفخرة لهم بقولهم ( خضعت بغداد، المركز يتوسل بالاقليم)، أتمنى من سليم الجبوري أن يقرأ ما كتبته، الا انني اعرف جيدا حتى لو قرأ مستشاروه هذه المقالة فسوف لن تصل اليه، وسوف يستمر في ظل عدم قراءة المسؤول للمقالات والأحداث خضوع بغداد أكثر فأكثر وسوف يملي عليهم بارزاني تحت سقف هذا الانحناء كل ما يريد وكل ما يشتهي ويرغب وسوف لن تكون للحكومة المركزية إدارة في الإقليم وستباع كركوك ويقسم العراق أو أن الأوضاع تعود الى مقبل الاستفتاء كأنما شيء لم يحدث، مسعود يهرب نفط وبغداد تغمض العين وتركيا وايران هما المحركين، ويفوز الأحزاب المتخاصمون كذبا في حب الوطن، وعلى هالدك طحينكم ناعم.