سيكتب التأريخ، ان ماجرى في كركوك إهانة كبيرة للدولة العراقية الديمقراطية الفتية، لايمكن لمحافظ كركوك نجم الدين كريم ان يقوم برفع علم كردستان على المباني الحكومية وكركوك ماتزال من المناطق المختلف عليها والتي لم يحدد مصيرها استخدام سياسية التكريد في كركوك لائق سوء عن سياسية التعريب التي قامت بها الأنظمة السابقة.
كركوك محافظة عراقية تعيش فيها جميع المكونات العراقية كان يمكن حسم ملفها ومصيرها مجرد حصول توافق سياسي على تطبيق المادة الميتة في الدستور١٤٠ وهذا لايحسم المجال امام القوى الكردية في الزحف والزحقلة على محافظة كركوك واستغلال المعركة مع داعش لاستحواذ غير الشرعي على المزيد من الاراضي.
لا اجد مبررا مقنعا للصمت الرهيب للقوى السنية ولاسيما جناح اسامة النجيفي عن مايجري في كركوك ومحاولة تغيير هويتها من عراقية الى كردية.
لجأت حكومة كركوك الى اسلوب قديم فقد أظهرت بعض الشيوخ العرب الذين يبدو انهم مغلوبون على مايفعلون ليعلنوا تأييدهم الى رفع العلم الكردي على المباني في كركوك وهذه المسرحيات التي أصبحت مكشوفة لاتعطي تصورا الا لمحاولة تكريد حتى المناطق العربية بطريقة عجيبة.
أوجه سؤالا منطقيا للكرد جميعا. هل أنتم مقتنعون بقضية رفع العلم في هذا الوقت وفِي هذا الزمان ونحن على مشارف انتهاء معركة تحرير الانسان من داعش؟
كتب النائب في البرلمان شوان داوودي مقالة مرتبكة في الصحيفة الرسمية للدولة كان كل همه ان يبرر رفع العلم الكردي في كركوك مناسب وفِي الوقت المناسب وتحدث ايضا ان التركمان ليسوا أغلبية في كركوك على مر الزمان والتأريخ -على العموم-لايمكن توصيف قضية العلم الكردي في كركوك الا انها محاولة لاستعطاف مشاعر المواطنين الكرد في كركوك وغياب البرنامج السياسي، فمعروف من لايملك برنامجا سياسيا يلجأ الى دغدغة عواطف المواطنين مرة في تهييج المشاعر القومية ومرة في تهييج المشاعر المذهبية ومرة تهييج المشاعر الزعاماتية.
السياسة الدجاجية لن تنفع في هذه المرحلة نحتاج من الحكومة ان تتخذ قرارا بمنع رفع العلم غير العراقي في كركوك لحين حسم مصيرها دستوريا وقانونيا فسياسية لوي الأذرع انتهت وتبخرت، ومحاولة تكريد كركوك او تعريبها مرفوضة لحين التوافق على تفعيل الاطر القانونية لمصيرها.
ومن الغريب ايضا ان نقرأ تعليقات تحويل ملف كركوك ملف مذهبي وتقسيمه بين الكرد والسنة،الحفاظ على كركوك مسؤولية الحكومة والبرلمان والقوات الأمنية، فكركوك صاروخ ننوي سيدمر العملية الديمقراطية اذا انفجرت او تفجرت من دون تفكيكها لنفكر الان في كيفية التخلص من داعش العدو الذي يهددنا جميعا ونبتعد عن المسرحيات السياسية والفقاعات الاعلامية !