23 ديسمبر، 2024 4:05 م

هل كان يمكن حماية الشهيد عمار غالب الشابندر من القتل

هل كان يمكن حماية الشهيد عمار غالب الشابندر من القتل

نعزي إبتداءً أخينا السيد غالب الشابندر والد عمارووالدته وزوجته وابنائه وأعمامه الدكتور نزار والسيدفلاح والسيد عزت وجميع أقاربه ومحبيه واصدقائهبأستشهاد الأخ عمار الذي ذهب هو وآخرون ضحيةعملية كان بكل سهولة يمكن تلافيها وحقن هذه الدماءالطاهرة لمئات بل آلاف من الشهداء الذين سقطوا لالإجرام داعش فحسب بل لإجرام الكثير من المسؤولينالسابقين والحاليين الذين قدموا مصالحهم الخاصةورتعوا في الفساد على حساب ارواح ودماء المواطنينالأبرياء؛

في بداية عام ٢٠٠٧ عندما كنت وزيراً للإتصالاتطرحت على مجلس الوزراء مشروعين، الأول حمايةبغداد بالطرق الألكترونية بحيث تكون بغداد كمدينةدبي او مدينة بوسطن بحيث يمكن كشف أي عمليةإرهابية خلال ساعات من ارتكابها، والمشروع الثانيحماية الحدود السورية العراقية بحيث تعمل بشكلآلي كالحدود الروسية الفلندية زمن الحرب الباردة،فكل من يقترب من المنطقة المحرمة يقتل فوراً وبشكلآلي حتى من دون تدخل الإنسان، فوافق مجلسالوزراء بألإجماع على هذين المشروعين وصوت علىتشكيل لجنة امنية تقنية برآستي وعضوية وزراءالدفاع والداخلية والأمن الوطني والعلوموالتكنولوجيا، لقد كان من المقرر أن يتم أختيار شركةإستشارية عالمية متخصصة في المجال الأمني التقنيووضع مواصفات المشروع في نهاية عام ٢٠٠٧، ثم يتمإنجاز المشروع الذي يستغرق سنتين في نهاية عام٢٠٠٩، ومعنى ذلك كان بكل سهولة تقليص عددالشهداء بنسبة تفوق ال ٩٠٪ في مدينة بغداد، وكانمن الإستحالة إحتلال الموصل من قبل داعش إذا تممشروع حماية الحدود العراقية السورية؛

بدأت عمليات الفساد بعد أن تركت الوزارة بحدودنهاية عام ٢٠٠٧، فأشترطت وزارة الداخلية أن تترأسالمشروع ، فوافق المالكي على ذلك بعد تركي للوزارة،ثم حولت وزارة الداخلية اللجنة المشرفة على المشروعمن الوزارات الخمس والمخابرات وامانة بغداد وقوةحماية بغداد إلى لجنة إستشارية تجتمع عندما يطلبمنها ذلك، لكي تتم السرقات من دون حسيب اورقيب،ثم الغت منظومة الرادار من مشروع الحدود لإنالشركة التي اتفقوا معها (خلافاً للتعليمات)لا تعرفكيفية إنشاء منظومة رادارات، مع العلم أن الرادار فيهذه المنظومة هو أكثر من ضروري، حيث لا تنفعالكامرات في المناطق الصحراوية والرياح الترابية، كماالغوا الطائرات المسيرة بحجة عدم إمتلاك وزارةالداخلية مدارج لهذه الطائرات !!! ؛ تنبه المالكي إلىالعمولات الكبيرة، فلماذا يستفاد المفسدون في وزارةالداخلية، وهو رئيس الوزراء وبيده القرار النهائي، ولاأريد أن أتهمه، ولكن بالتأكيد الكثير ممن هم في مكتبهكانوا وراء إصدار أمر ديواني رقم ٢٨ بتاريخ ٢٤ / ١ /٢٠١٢ بإحالة المشروع خلافاً لجميع الضوابط لشركةهواوي الصينية، وهي شركة اتصالات جيدة ولكن لاعلاقة لها من قريب او بعيد بالقضايا الأمنية، واهملالمشروع بسبب الصراع بين المفسدين من جميعالأطراف، وإلى حد الآن لم يتم وضع مواصفاتالمشروع بعد سبع سنوات من الإتفاق مع الشركةالإستشارية الأمنية، في حين أن وضع المواصفات لايستغرق اكثر من ستة اشهر.

المهم سرقة الأموال، فإذا لم يتحقق ذلك فليذهبالمشروع إلى الجحيم، ولتذهب حياة الأبرياء إلىالجحيم حسب تصوراتهم، ولكن حياة الشهداءستذهب إلى عليين وسيشكون إلى الله، ليس ظلمداعش فحسب، بل ظلم هؤلاد المفسدين الذين لا زالوايتربعون على المناصب العليا على حساب دماءوارواح الشهداء.لا زال المجال موجود للدكتور حيدر العبادي لإعادةالحياة لهذا المشروع الحيوي للحفاظ على حياةالمواطنين وايقاف نهر الدماء الذي كان ولا زال جارياًمنذ عام ٢٠٠٣ حتى الآن.
(يمكن الإطلاع على برنامج سنوات الفشل في قناةالبغدادية وبرنامج المدفع في قناة الشرقية كما هوادناه حيث يمكن الإطلاع على كافة الوثائق الرسميةالمذكورة اعلاه)