11 أبريل، 2024 5:12 ص
Search
Close this search box.

هل كان ويكون لخيانتهم ثمن ونهبوا كل شيء الطارئين والسياسين والمسؤولين والفاسدين

Facebook
Twitter
LinkedIn

ملّ العراقيّون لغة الاتّهامات والمهاترات والمزايدات بين السّياسيين! حتى باتت لغة
الشّجار هي لغة الحوار في قاموس المسؤولين الكبار. والغريب في كوميديا السياسة العراقية هو اننا نراهم خصوما في العلن أحبةً في مجالس السوء يتقاسمون الغنائم الخاصة فيما بينهم لانهم اذا اجتمعوا سرقونا واذا اختلفوا قتلونا ، أمّا نحن المغلوبين على أمرنا فليس أمامنا إلا أن نقف على التلّ نجوع ونعرى نفجع ونشرّد، ونندب حظّنا العاثر على ما ابتلينا به من ساسة اكلي السحت بائعي الضمير ، ثم نرفع اكفنا الى الله متضرعين ان ينقذنا مما نحن فيه بأية وسيلة كانت !
المال يصنع الجّاه حتّى لو كان مالا فاسدا! وسرقة المال العام هي جذام أخلاقي اصبح من الصعب جدا ان يقترب منه الشرفاء والانقياء . بل حتى المعوزين الذين اذا اذتهم الحاجة يلوذون بصمتهم خجلين . اما سراق المال العام فهم كثر يدخلون المجالس والمآتم والاعراس والمناسبات الاجتماعية
بعضهم يعتمر العقال والكوفية ويطلق على نفسه لقب ( الشيخ )، وبعضهم تعتلي هامته عمامة توهم الناظر انها تشع ورعاً وتقوى ويطلق على نفسه ( رجل دين ) ، لكنهم في حقيقة الامر يملكون سجلا اسود وتاريخ مشين في ذاكرة المجتمع الذي سرعان ما يصيب بعضه العطب ، فيصبح الفعل الشّائن منسيّا ، ويغدو ذوو الماضي الأسود (محترمين) ان قدموا أو ارتحلوا ، لكن هؤلاء المارقين عليهم ان يتذكروا شيئا مهماً هو ان العقوبة الاجتماعيّة تكون أكثر قسوة ووقعا على الفاسدين من عقوبة القانون .

يطرأ على مسامعنا جميعاً ان غالبية السياسيين من اصحاب النفوس الضعيفة التي سقطت عن جبينها ماء الحياء تتلقى من بعض الدول مالا ممزوجاً بدماء أبنائنا الذين تتناثر جثثهم كل يوم في بلد مزقه العملاء الخونة والمارقين والسراق بعد ان مزقته قبلهم الة الحرب وسعير الكراهية ،وقد تناسوا ان بعض هذه الدول قبل ان تظهر على الخارطة كانت بغداد اهم حواضر العرب، وقبل ان تصبح هذه العواصم محرك البحث عن الثورات والاحتجاجات والانقلابات كان العراق شعبا لا يميز بين قبة الأمام الكاظم عليه السلام ومنارة أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه !

ايها السياسيون ارفعوا ايديكم ، وكفوا عن الشحن والتحريض وبث الكراهية بين الناس دعوا ابناء الغربية يتحاورون مع ابناء الشرقية وعندها سنعيش بر أمان وأمان السلام عليكم أيها العراقيين البررة وانتم تحملون دمائكم على أكف ايديكم كل ساعة على محراب الديمقراطية التي بشر بها المحتل وطبل له اذنابه من السياسيين الجدد ، وعار كل العار… على زارعي الفتنة ومشتتي الشمل ومفرقي الوحدة.
ولا يختلف اثنان من الجهلة.على ان التركة التي تركها امين عام حزب الدعوة والقائد العام للقوات المسلحة ووزيري الدفاع والداخلية. ورئيس مجلس الوزراء.هي ثقيلة وبكل حساباتها التقليدية وحينما نمر على التداعيات التي سببتها فترة حكمه والجروح الخطيرة التي طالت عامة المواطنين البسطاء والفقراء والذين ظلموا ولا زالوا يظلمون وطريقة الحكم البدائية والتقليدية والتي كانت منهاجا من الفوضى والارتجال والمهاترات والعنتريات والبهلوانيات والحنديريات التي كانت ايدولوجية مقنعة واستراتيجية ثابتة وعلى مدى الثمان السنوات العجاف والتي اغنت الكثير واجاعت الاكثر لم يتصد لها الا بعض الشرفاءالذين لا حول لهم ولا قوة.. ولا قدرة على احتواء أفتي السرقة والخيانة..!
وببساطة شديدة.. تعرفت على احد الاخوة الكورد من النواب ضباط الجيش العراقي ايام حرب الثمان السنوات والتي حصلت بيننا وبين ايران ولاكثر من سبب لا نريد الخوض في تفاصيلها رغم انها حماقة ,دفع الجانبان ثمنها ذاك الرجل وببساطته المعهودة كان يشخص الاشياء بدقة..و كان حكيما في طروحاته البسيطة ..وكان كثيرا ما يلتقي بي داخل المعسكر وخارجه..واحيانا تجمعنا اجازة مشتركة وكان يوصف الخيانة بطريقة مهذبة.. وكانت الكهرباء وقتها وما زالت كثيرة الانقطاع.. تأتينا فجأة وتنقطع فجأة مما كانت سببا مباشرا في عطب وعطل الكثير من اجهزة المواطنين..لم تكن حينها(اجهزة الحماية متوفرة. كان يخبرني ان الخيانة .. قد تأتينا من داخل بيوتنا.. وسألته.. كيف..؟ (بعد ان كنت افهم ان الخيانة..خيانة الزوجة لزوجها او العكس) فأجاب: مثلا.. انقطعت الكهرباء فجأة.. اذا لم يتطوع ابنك ذاتيا من اطفاء ازرار اجهزة الكهرباء..فهو قد خانك وخان نفسه..لان عودة التيار فجأة قد تشكل صدمة للاجهزة فاليوم .. حينما نريد ان نفهم ماهية التداعيات الحاصلة.. من جوع وخوف ونزوح وتشريد وانتكاسات واحتلال وقتل ودمار و تهجير وجريمة وفساد اجهزة الدولة عموما
وسرقة المليارات في المشاريع الوهمية والصفقات للاسلحة..و( مدينة النخيل في البصرة ومشروع القناة ومجاري المطلك للنازحين. ورتب الدمج في المؤسسات العسكرية والامنية وفسادها والفضائيون الوهميون..!! والجيش الذي تعداده بلغ المليون والحدود مكشوفة..
وثراء اللصوص والمنتفعين والمفسدين والانتهازيين وخونة الوطن والاخلاق في بيع الوطن للاجنبي او للغرباء وتسهيل مهمة الاعداء ودعمهم واحتضانهم والترحيب بهم على حساب الشرف والغيرة وخيانة الامانة..كلها تصب في ذات المعنى والمضمون وعلى مستوى الحكومة.. والتي تركت الحدود مفتوحة لشعيط ومعيط والغاء الخدمة الالزامية التي كانت ترفد الجيش بدماء جديدة وشابة وبالمجان(راتب رمزي) وزرع روح الوطنية الحقة والتي كثيرا ما تسمى بالواجب وكان ايداء هذه الخدمة المقدسة والتي يتحمل فيها المواطن الاهوال والجوع والسهر والتدريب والليل والظلام والحر والبرد والبعد والغربة عن اهله والتي كانت شرطا رئيسيا لا في التوظيف فقط .. بل حتى في السفر. هذه هي الخيانه الكبرى التي مرت ولا زالت تمر مرور الكرام على السادة السياسيين والذين لم نقبض منهم سوى الجعجعة الفارغة والتي لم تشبع جائعا ولم ترو ظمأنا ولن تأوي مشردا وفوق كل هذا وذاك لم تحم وطنا , كان يتغنى به العالم واليوم يعبث به ثلة من شذاذ افاق..من مجرمين ومنحرفين استباحوا كل شيء واغتالوا كل الاشياء.. من داعش ومن لف حولها من عراقين خونة وعرب خونة ودول اقليم خونة.. ووطن خانه الجميع.. الا الفقراء.
و العجيب والغريب ومنذ 2003م حيث بدأ الفساد واستشرت الجريمة وكثر اللصوص وخانوا الوطن… , والخائن للوطن .. خان ضميره وشرفه واخلاقه وشعبه وارضه.وابنائه وعائلته . وما اكثرهم من خونة وسراق رغيف الفقراء.. وهم اليوم ينتشون ويجوبون مدن اوروبا وامريكا والخليج والاردن .. دون ان يطالهم القانون والذي طالت غفوته الابدية..كأغفاءة اهل الكهف. ولا اعلم اين ذهبت نتائج التحقيقات في احتلال الموصل ومذبحة اسبايكر وسقوط المحافظات والاقضية والنواحي وارواح الشهداء ونزوح المليوني من المواطنين في شتى بقاع الوطن..؟ وهل كل هذه التداعيات حصلت بالمصادفة ام وراءها فيلق من الخونة..؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب